وخاصة في شكيم وبيت إيل وبلوطات ممرا ، ومن ثم فليس هناك ما يمنع من أن يكون أبو الأنبياء قد فعل الشيء نفسه في القدس ، هذا فضلا عن أنه إذا ما كان صحيحا ما ذهبنا إليه في هذه الدراسة وغيرها من أن إبراهيم عليهالسلام كان يعيش في الفترة (١٩٤٠ ـ ١٧٦٥ ق. م) وأنه قد بنى الكعبة البيت الحرام حوالي عام ١٨٢٤ قبل الميلاد (١) ، ومن ثم فإن بناءه أو وضعه لأسس المسجد الأقصى بعد ذلك بأربعين عاما ، أي حوالي عام ١٧٨٤ قبل الميلاد ، يكون أمرا مقبولا ، وأن ذلك قد تم قبل أن يولد حفيده يعقوب عليهالسلام بأربع سنوات ذلك لأنه طبقا لما جاء في هذه الدراسة ، وكما أشار العهد القديم (٢) ، فإن الخليل عليهالسلام قد رزق بولده إسحاق عليهالسلام ، وقد أكمل المائة من عمره (بعد أن رزق بإسماعيل وهو في السادسة والثمانين من عمره) وقد عاش إسحاق ١٨٠ عاما ، ومن ثم فهو كان يعيش في الفترة (١٨٤٠ ـ ١٦٦٠ ق. م) ، وأن يعقوب كان يعيش في الفترة (١٧٨٠ ـ ١٦٣٣ ق. م) على أساس أنه ولد لأبيه إسحاق ، وهو في الستين من عمره ، وأنه عاش ١٤٧ سنة ، وأن بنى إسرائيل قد دخلوا مصر حوالي عام ١٦٥٠ قبل الميلاد ، حين كان يعقوب في الثلاثين بعد المائة من عمره (٣) ، وأما سليمان فهو الذي بدأ بناء المسجد الأقصى ، الذي وضع إبراهيم أسسه ، في عام حكمه الرابع ، حوالي عام ٩٥٧ قبل الميلاد (٤).
ولعل من الأهمية بمكان الإشارة هنا بإيجاز إلى رواية العهد القديم
__________________
(١) انظر عن بناء الكعبة المشرفة (محمد بيومي مهران : دراسات تاريخية من القرآن الكريم ١ / ١٨٣ ـ ١٩٧).
(٢) تكوين ١٧ / ١٧ ، ٢٥ / ٢٦ ، ٣٥ / ٢٨ ، ٤٧ / ٩ ، ٢٨.
(٣) انظر : محمد بيومي مهران : إسرائيل ١ / ٨٠ ـ ٨٢ ، دراسات تاريخية من القرآن الكريم ١ / ١٩٤ ـ ١٩٥.
(٤) انظر : محمد بيومي مهران : إسرائيل ٢ / ٨٤٠ ـ ٨٦٠.