الجزيرة العربية ، يمكن أن تتشابه أسماؤها مع أسماء أماكن جاءت في توراة يهود ومن ثم زعم أن غرب الجزيرة العربية هي أرض التوراة ، وليست فلسطين ، وفي الواقع لو طبقنا مزاعمه هذه على الولايات المتحدة الأمريكية مثلا ، لكان الكثير من مدنها ، اعتمادا على تشابه أسماء بعض المدن ، إنما هي مدن عربية ، كان يسكنها العرب في العصور القديمة ، ناهيك عن تشابه أسماء بعض المدن والقرى في البلاد ، العربية نفسها ، الأمر الذي يمكن أن يتفق وما زعمه الدكتور الصليبي من مسخ للحقائق الدينية الثابتة ، فضلا عن الحقائق التاريخية والجغرافية المتعارف عليها منذ آلاف السنين.
وأما دعوة الدكتور جمال عبد الهادي والدكتورة وفاء رفعت من أن سليمان قامت على عهده ، وعهد أبيه داود ، عليهماالسلام دولة إسلامية عاصمتها القدس ، وحدودها من المؤكد أنها كانت تشمل الشام كله والجزيرة العربية كلها ، فلست أدري من أين جاءا بدعواهما أن داود كون دولة شملت الشام كله والجزيرة العربية كلها ، وليس في القرآن الكريم والحديث الشريف ولا في المصادر العربية أو اليهودية أو الأثرية ما يشير إلى ذلك من قريب أو بعيد ، وأما ملك سليمان لليمن فقد ناقشناه من قبل ، وليس هناك من دليل يثبت استيلاء سليمان على اليمن وضمها إلى مملكته ، فضلا عن ضم الجزيرة العربية كلها ، واليمن جزء من الجزيرة العربية ، وليس كل الجزيرة العربية ، ثم يقول المؤلفان أن الله مكّن سليمان فأعطاه ملكا لم ولن ينبغي لأحد من بعده؟ فهل ملك الشام والجزيرة العربية يعتبر هو الملك الذي لم ينبغ لأحد من بعد سليمان ، أم أن هناك آخرون ملكوا أكثر من الشام والجزيرة العربية ، فمثلا الإسكندر المقدوني في التاريخ القديم ، والدولة الإسلامية على أيام الراشدين والأمويين والعباسيين ، ناهيك عن الامبراطوريات الأوربية في العصر الحديث.
وأما القول بأنه لا يعقل أن تكون هناك أمة مشركة في عهد سليمان