اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ وَزادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ ، وَقالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسى وَآلُ هارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (١).
وقد اختلف المفسرون في نبيّ إسرائيل الذي طلبوا منه أن يبعث لهم ملكا ، فروي عن قتادة أنه يوشع بن نون ، قال ابن كثير في تفسيره : هو بعيد لأن هذا كان بعد موسى بزمن طويل ، وكان ذلك في زمن داود عليهالسلام ، وقد كان بين داود وموسى ما يزيد على ألف سنة ، وقول ابن كثير صحيح ، لكنه بالغ كثيرا في تقديره الفترة بين موسى وداود ، وهي التي يحددها الباحثون المحدثون ما بين أربعة قرون وقرن ونصف ، وقد رجحنا من قبل أنها تقارب القرنين من الزمان ، وقال السدّى إنه شمعون ، وقال مجاهد وغيره إنه شمويل (٢) (صموئيل) وهو الأرجح ، هذا وقد ذهب بعض المفسرين إلى أن سبب تنصيب ملك على بني إسرائيل أن جالوت رأس العمالقة وملكهم ، وهو جبار من أولاد عمليق ، أو ملك الكنعانيين على رأي آخر ، وكان قومه يسكنون ساحل بحر الروم بين مصر وفلسطين ، قد ظهروا على بني إسرائيل وسبوا أولادهم وأسروا من أبناء ملوكهم أربعمائة وأربعين نفسا ، وضربوا عليهم الجزية وأخذوا توراتهم ، فلما كتب على بني إسرائيل القتال تولوا ،
__________________
(١) سورة البقرة آية : ٢٤٦ ـ ٢٤٨ ، وانظر تفسير الطبري : ٥ / ٢٩١ ـ ٣٢٨ ، تفسير النسفي : ١ / ١٢٤ ـ ١٢٥ ، تفسير روح المعاني : ٢ / ١٦٦ ـ ١٦٨ ، تفسير الكشاف : ١ / ٣٧٨ ـ ٣٧٩ ، تفسير الفخر الرازي : ٦ / ١٨١ ـ ١٩٣ ، تفسير القرطبي ص : ١٠٥١ ـ ١٠٥٨ ، تفسير الطبرسي : ٣ / ٢٧٥ ـ ٢٨٤ ، تفسير القاسمي : ٢ / ٦٤١ ـ ٦٧٤ ، في ظلال القرآن : ٢ / ٢٦٦ ـ ٢٦٩ ، تفسير المنار : ٢ / ٣٧٢ ـ ٣٧٣ ، تفسير ابن كثير : ١ / ٤٤٩ ـ ٤٥٢ (دار الكتب العلمية ـ بيروت ١٩٨٦) تفسير الجلالين ص : ٤٣ ـ ٤٤ ، صفوة التفاسير : ١ / ١٥٦ ـ ١٥٨.
(٢) تفسير ابن كثير : ١ / ٤٤٩ (ط ١٩٨٦) ، تفسير البحر المحيط : ١ / ٣٧٠ ، تفسير النسفي : ١ / ١٢٤.