ويريد حصوله فيه حقيقة ، ولا يقصد إظهار ذلك إيهاما على غيره أن ذلك فيه وفى تفاعل لا يريد ذلك الأصل حقيقة ، ولا يقصد حصوله له ، بل يوهم الناس أن ذلك فيه لغرض له
قوله «وبمعنى فعل» لا بد فيه من المبالغة كما تقدم
قوله «مطاوع فاعل» ليس معنى المطاوع هو اللازم كما ظنّ ، بل المطاوعة فى اصطلاحهم التأثر وقبول أثر الفعل ، سواء كان التأثر متعديا ، نحو : علّمته الفقه فتعلّمه : أى قبل التعليم ، فالتعليم تأثير والتعلم تأثر وقبول لذلك الأثر ، وهو متعدّ كما ترى ، أو كان لازما ، نحو : كسرته فانكسر : أى تأثر بالكسر ، فلا يقال فى «تنازع زيد وعمرو الحديث» ، إنه مطاوع «نازع زيد عمرا الحديث» ولا فى «تضارب زيد وعمرو» إنه مطاوع «ضارب زيد عمرا» لأنهما بمعنى واحد ، كما ذكرنا ، وليس أحدهما تأثيرا والآخر تأثرا ، وإنما يكون تفاعل مطاوع فاعل إذا كان فاعل لجعل الشىء ذا أصله ، نحو : باعدته : أى بعدّته ، فتباعد : أى بعد ، وإنما قيل لمثله مطاوع لأنه لما قبل الأثر فكأنه طاوعه ولم يمتنع عليه ، فالمطاوع فى الحقيقة هو المفعول به الذى صار فاعلا ، نحو «باعدت زيدا فتباعد» المطاوع هو زيد ، لكنهم سمّوا فعله المسند إليه مطاوعا مجازا
وقد يجىء تفاعل للاتفاق فى أصل الفعل لكن لا على معاملة بعضهم بعضا
__________________
كمال الرجولية ، وقال الأحنف : المروءة العفة والحرفة ، وسئل بعضهم عن المروءة فقال : المروءة ألا تفعل فى السر أمرا وأنت تستحى أن تفعله جهرا. ويقال : تمرأ أيضا ، إذا صار ذا مروءة ، ويقال : تمرأ بنا ، إذا طلب بأكرامنا اسم المروءة ، قال سيبويه (ج ٢ ص ٢٤٠): «وإذا أراد الرجل أن يدخل نفسه فى أمر حتى يضاف إليه ويكون من أهله فانك تقول تفعل ، وذلك : تشجع وتبصر وتحلم وتجلد وتمرأ : أى صار ذا مروءة ، وقال حاتم الطائى : ـ
تحلّم عن الأدنين واستبق ودّهم |
|
ولن تستطيع الحلم حتّى تحلّما |
وليس هذا بمنزلة تجاهل ، لأن هذا يطلب أن يصير حليما» اه