١٥ ـ ليت شعرى عن خليلى ما الّذى |
|
غاله فى الحبّ حتّى ودعه (١) |
وحمل يذر على يدع لكونه بمعناه (٢) ، ولم يستعمل ماضيه لا فى السعة ولا فى الضرورة
__________________
«لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم» قال ابن الأثير فى النهاية : «أى عن تركهم إياها والتخلف عنها ، يقال : ودع الشىء يدعه ودعا ، إذا تركه ، والنحاة يقولون : إن العرب أماتوا ماضى يدع ومصدره واستغنوا عنه بترك ، والنبى صلىاللهعليهوسلم أفصح ، وإنما يحمل قولهم على قلة استعماله ، فهو شاذ فى الاستعمال فصيح فى القياس» اه كلام ابن الأثير. ومن مجىء اسم الفاعل ما أنشده ابن برى من قول معن بن أوس :
عليه شريب ليّن وادع العصا |
|
يساجلها حمّاته وتساجله |
وما أنشده الفارسى فى البصريات :
فأيّهما ما أتبعنّ فإنّنى |
|
حزين على ترك الّذى أنا وادعه |
وقد استشهد الجوهرى على مجىء اسم المفعول من هذا الفعل بقول خفاف ابن ندبة :
إذا ما استحمّت أرضه من سمائه |
|
جرى وهو مودوع وواعد مصدقى |
(١) هذا البيت من كلام أبى الأسود الدؤلى ، قاله ابن برى ، وقال الأزهرى :
إنه لأنس بن زنيم الليثى ، وأنشد معه بيتا آخر ، وهو قوله :
لا يكن برقك برقا خلّبا |
|
إنّ خير البرق ما الغيث معه |
والشاهد فيه مجىء ودع ماضيا مخففا ، ومثله قول سويد بن أبى كاهل اليشكرى :
سل أميرى ما الّذى غيّره |
|
عن وصالى اليوم حتّى ودعه |
وقول الآخر :
فسعى مسعاته فى قومه |
|
ثمّ لم يدرك ولا عجزا ودع |
(٢) اعلم أنهم استعملوا الفعل المضارع من هذه المادة فقالوا : يذر ، ومنه قوله