الباقية فى قوله تعالى (فَهَلْ تَرى لَهُمْ مِنْ باقِيَةٍ) فقيل : بمعنى بقاء ، ويجوز أن يكون بمعنى نفس باقية ، أو شىء باق ، والهاء للاسمية ، وكذا الفاضلة بمعنى الشىء الفاضل ، والهاء للاسمية ، أو العطية الفاضلة ، والكاذبة في قوله تعالى (لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ) قيل : بمعنى الكذب ، ويجوز أن يكون بمعنى نفس كاذبة : أى تكون النفوس فى ذلك الوقت مؤمنة صادقة ، والدالّة : الدلال والغنج ، هذا كله مع التاء ، قيل : وقد يوضع اسم الفاعل مقام المصدر ، نحو قم قائما : أى قياما ، كما يوضع المصدر مقام اسم الفاعل ، نحو رجل عدل وصوم ، ويجوز أن يكون قائما حالا مؤكدة ، وكذا فى قوله : ـ
٢٤ ـ * كفى بالنّأى من أسماء كاف (١) *
أى : كافيا ، كقوله : ـ
__________________
الاسم ، كقولهم : مقدمة وحقيقة. وبعد فاعلم أن كلمة العاقبة قد جاءت لثلاث معان : الأول المصدر. تقول : عقب الولد أباه يعقبه كنصره ينصره عقبا وعاقبة ، إذا خلفه. والثانى : اسم فاعل من هذا الفعل ، ومنه إطلاق العاقب على النبى صلىاللهعليهوسلم ، لأنه خلف جميع الرسل ، ومن أجل هذا كان الأخفش يقول : إن الهاء فى العاقبة للتأنيث. والثالث : أنها اسم لآخر الشىء مثل العقب ـ كنمر ـ والعقب ـ كفلس والعقبة والعقبى ـ بضم أولهما ـ والتاء حينئذ للنقل من الوصفية إلى الاسمية. ويدل على صحة ما ذهبنا إليه من اضطراب كلام المؤلف فى هذه الكلمة أن عبارته مستقيمة على الأوجه التى ذكرناها فى الكلمات التى بعد هذه الكلمة ، فقوله فى كلمة «الباقية» «فقيل بمعنى بقاء» إشارة إلى أنها مصدر ، وقوله «ويجوز أن يكون بمعنى نفس باقية» إشارة إلى أنها وصف والهاء للتأنيث ، ولهذا قدر الموصوف مؤنثا ، وقوله «أو شىء باق والهاء للاسمية» إشارة إلى أنها اسم.
(١) هذا صدر بيت لبشر بن أبى خازم أحد شعراء الجاهلية. وعجزه : ـ
وليس لنأيها إذ طال شافى
واستشهد به على أن قوله «كافى» اسم فاعل من كفاه يكفيه ، وهو منصوب على