وشوائع (١) والمهاة وأصلها الماهة (٢) ، وأمهيت الحديد (٣) فى أمهته ، ونحو جاء عند الخليل ؛ وقد يقدّم متلوّ الآخر على العين نحو طأمن وأصله طمأن (٤) لأنه من الطّمأنينة ، ومنه اطمأنّ يطمئنّ اطمئنانا ، وقد تقدّم العين على الفاء كما فى أيس وجاه وأينق والآراء والآبار والآدر (٥) ، وتقدّم اللام على الفاء كما فى أشياء على الأصح ، وقد تؤخر الفاء عن اللام كما فى الحادى وأصله الواحد
__________________
الثلاثة فيما ورد مجرورا بالكسرة ، فأما المرفوع والمنصوب فلا تتوارد عليه ، بل إن كان المرفوع بالضمة والمنصوب بالفتحة على الحرف الصحيح فلا يجىء الا أحد الوجهين ، وإن كان على غير ذلك فهو على ما ذكر آخرا ليس غير
(١) شوائع : جمع شائعة ، تقول : أخبار شائعة وشوائع إذا كانت منتشرة ، وكذا تقول شاعية وشواع بالقلب ، وتقول : جاءت الخيل شوائع وشواعى : أى متفرقة
(٢) الماهة : واحدة الماه ، وهو الماء ، قاله فى اللسان ، والمهاة ـ بفتح الميم ـ الحجارة البيض التى تبرق ، وهى البلورة التى تبص لشدة بياضها ، وهى الدرة أيضا ، والمهاة ـ بضم الميم ـ ماء الفحل ، وإذا استقرأت أمثلة القلب المكانى علمت أنه لا بد بين معنى اللفظ المقلوب والمقلوب عنه من المناسبة لكن لا يلزم أن يكون هو نفسه ، بل يجوز أن يكون مما شبه بمعنى المقلوب عنه أو من بعض أفراده ، قال ابن منظور : «المهو من السيوف : الرقيق ، وقيل : هو الكثير الفرند ، وزنه فلع ، مقلوب من لفظ ماه ، قال ابن جنى : وذلك لأنه أدق حتى صار كالماء» اه
(٣) تقول : أمهيت الحديدة إذا سقيتها الماء وأحددتها ورققتها وتقول : اماه الرجل السكين وغيرها إذا سقاها الماء وذلك حين تسنها به ، ومثل ذلك قولهم فى حفر البئر أمهى وأماه إذا انتهى إلى الماء
(٤) طأمن الرجل الرجل : إذا سكنه ، والطمأنينة : السكون ، والذى ذهب إليه المؤلف من أن طأمن مقلوب عن طمأن هو ما ذهب إليه أبو عمرو بن العلاء وسيبويه ذهب إلى أن طمأن مقلوب عن طأمن ، انظر اللسان فان فيه حجة الأمامين وتفصيل المذهبين
(٥) الجاه : المنزلة والقدر عند السلطان : وأصله وجه قدمت العين فيه على الفاء ثم حركت الواو ؛ لأن الكلمة لما لحقها القلب ضعفت فغبروها بتحريك ما كان ساكنا