ثم إن الواو الواقعة بعد ياء التصغير ـ أعنى التى لا تحذف ـ لا يخلو إما أن تكون لاما أو غير لام
فاللام تقلب ياء لا غير ، تقول : غزىّ وعريّة فى غزو وعروة ، وكذا غزيّان وعشيّاء وغزيّيّة بياءين مشددتين ، فى تصغير غزوان وعشواء (١) وغزويّة منسوبة إلى الغزو
وأما غير اللام فان كانت ساكنة فى المكبر فلا بد من قلبها ياء ، نحو عجيّز
__________________
العالم والخاتم ، وليس ذلك فرارا من التقاء الساكنين ولكن لتقارب مخرجى الألف والهمزة» اه كلامه ، نقول : ومن شواهد قلب الألف همزة فى العالم قول العجاج.
يا دارسي يا اسلمى ثمّ اسلمى |
|
فخندف هامة هذا العألم |
ومن شواهد قلبها همزة فى البأز قول الشاعر
كأنّه بأزدجن فوق مرقبة |
|
جلىّ القطا وسط قاع سملق سلق |
الجمع فقالوا : أبؤز وبئزان كما استمر قلب الواو ياء
فى عيد لسكونها إثر كسرة عند جمعه فقالوا أعياد
(١) قال فى اللسان : «والغزو السبير إلى قتال العدو وانتها به. غزاهم غزوا وغزوانا ، عن سيبويه ، صحت الواو فيه كراهية الاخلال. وغزاة ، اه وقوله. صحت الواو فيه كراهية الأخلال ، يريد به أن حق الواو فى غزوان أن تقلب ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها ، لكنها لم تقلب لأنها لو قلبت لاجتمع ألفان فكان يجب حذف إحداهما دفعا لالتقاء الساكنين فيصير غزان فيلتبس فعلان (بفتح العين) بفعال. والعشواء أنثى الأعشى ، قال فى اللسان : «العشا مقصور سوء البصر بالليل والنهار يكون فى الناس والدواب والابل والطير ، وقيل : هو ذهاب البصر وقيل : هو ألا يبصر بالليل ، وقد عشى يعشى عشى (كعمى يعمى عمى) وهو عش وأعشى والأنثى عشواء ، اه ملخصا