ولا يجوز أن يكون فعلّة كهجفّ (١) لقولهم وزّ (٢) ، وأما ترك قلب عين نحو نوى بعد قلب اللام فلما يجىء فى باب الاعلال (٣)
فان قيل : إذا كان المد الجائز انقلابه عن الهمزة حكمه حكم الهمزة فلم وجب الادغام فى بريّة ومقروّة (٤) بعد القلب؟ وهلّا كان مثل رييا (٥) غير مدغم ، مع أن تخفيف الهمزة فى الموضعين غير لازم؟؟
قلت : الفرق بينهما أن قلب الهمزة فى بريّة ومقروّة لقصد الادغام فقط حتى تخفف الكلمة بالإدغام ، ولا مقتضى له غير قصد الإدغام ؛ فلو قلبت بلا إدغام لكان نقضا للغرض ، وليس قلب همزة رئيا كذلك ؛ لأن مقتضيه كسر ما قبلها كما فى بئر ، إلا أنه اتفق هناك كون ياء بعدها
قوله «أو إلى منع الصرف بغير علة على الأصح» أى : يعرف القلب على الأصح بأداء تركه إلى منع صرف الاسم من غير علة ، ودعوى القلب بسبب أداء تركه
__________________
(١) الهجف ـ بكسر ففتح فسكون ـ الظليم (الذكر من النعام) المسن ، أو الجافى الثقيل منه ومن الآدميين ، وهو أيضا الجائع
(٢) الأوزة : البطة ، واحدة الاوز ، وقد قالوا فيها : وزة ، وقالوا فى اسم الجنس أيضا : وز ، فكان سقوط الهمزة فى بعض صور الكلمة دليلا على أن هذه الهمزة حرف زائد
(٣) الذى يجىء فى باب الإعلال هو أن شرط إعلال العين بقلبها ألفا ألا تكون اللام حرف علة ، سواء أعلت اللام كما فى نوى أم لم تعل
(٤) برية : أصله بريئة ، نعيلة بمعنى مفعولة ، من قولهم : برأ الله الخلق : أى أنشأه وأوجده ، خففت الهمزة بابدالها ياء ثم أدغمت الياء فى الياء. ومقروة : أصله مقروءة اسم مفعول من قرأ ففعل به ، فعل بسابقه
(٥) رييا : أصله رئيا ، خففت الهمزة بأبدالها من جنس حركة ما قبلها ، والرئى : المنظر الحسن