قوله «رحبتك الدّار» ، قال الأزهرى : هو من كلام نصر بن سيّار وليس بحجة (١). والأولى أن يقال : إنما عدّاه لتضمنه معنى وسع ، أى :
__________________
همزة شىء بعد نقل حركتها إلى الساكن قبلها ، ثم أعل إعلال قاض ، والمؤلف رحمهالله يستعمل هذا اللفظ كثيرا ، وقد وقع مثله لكثير من أفاضل العلماء ، قال الشهاب الخفاجى فى شفاء الغليل : أيش بمعنى أى شىء ، خفف منه ، نص عليه ابن السيد فى شرح أدب الكاتب ، وصرحوا بأنه سمع من العرب ، وقال بعض الأئمة : جنبونا أيش ، فذهب إلى أنها مولدة ، وقول الشريف فى حواشى الرضى : «إنها كلمة مستعملة بمعنى أى شىء وليست مخففة منها» ليس بشىء ، ووقع فى شعر قديم أنشدوه فى السير : ـ
من آل قحطان وآل أيش
قال السهيلى فى شرحه : الأيش : يحتمل أنه قبيلة من الجن ينسبون إلى أيش ، ومعناه مدح ، يقولون : فلان أيش وابن أيش ، ومعناه شىء عظيم ، وأيش فى معنى أى شىء كما يقال : ويلمه ، فى معنى ويل لأمه على الحذف لكثرة الاستعمال اه
(١) قال اللسان : «كلمة شاذة تحكى عن نصر بن سيار : أرحبكم الدخول فى طاعة ابن الكرمانى؟ أى : أوسعكم؟ فعدى فعل (بالضم) وليست متعدية عند النحويين ، إلا أن أبا على الفارسى حكى أن هذيلا تعديها إذا كانت قابلة للتعدى بمعناها ، كقوله : ـ
ولم تبصر العين فيها كلابا
قال الأزهرى : لا يجوز رحبكم عند النحويين ، ونصر ليس بحجة» اه ملخصا ونصر : هو نصر بن سيار بن رافع بن حرى (كغنى) بن ربيعة بن عامر بن هلال بن عوف ، كان أمير خراسان فى الدولة الأموية ، وكان أول من ولاه هشام ابن عبد الملك ، وكانت إقامته بمرو ؛ فهو عربى الأصل ، وحياته كانت فى العصر الذى يستشهد بكلام أهله فلا وجه لقولهم : ليس بحجة.