لا تتركنّى فيهم شطيرا (١) |
|
إنّى إذن أهلك أو أطيرا (٢) |
وحكى سيبويه (٣) عن بعض العرب الفصحاء إلغاء «إذن» مع استيفاء شروط العمل.
وإلى هذا أشرت بقولى :
ومع شروط النّصب من بعد «إذن» |
|
يقلّ رفع مثله من بعد «أن» |
أى : مثل ما يقل من بعد «أن» ؛ لأنه قد تقدم التنبيه على أن «أن» قد تشبه بـ «ما» المصدرية فتلغى ؛ وقد ذكرت شواهد ذلك.
ثم أشرت إلى أن لـ «أن» مع لام الجر الداخلة على الفعل المضارع ثلاثة أحوال :
حال إظهار دون إضمار.
وحال إضمار دون إظهار.
وحال إظهار وإضمار.
فحال الإظهار دون إضمار : مع الفعل المقرون بـ «لا» كقوله ـ تعالى ـ : (لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ) [الحديد : ٢٩].
وحال الإضمار دون إظهار : مع الفعل المسبوق بـ «كان» منفية كقوله ـ تعالى ـ :
(وَما كانَ اللهُ لِيَظْلِمَهُمْ) [العنكبوت : ٤٠].
وحال الإظهار والإضمار : مع الفعل الواقع بخلاف ذلك ؛ كقولى :
__________________
ـ الباء جعله مبنيا للفاعل. قوله : «خلافك» قرأ الأخوان ، وابن عامر ، وحفص :
«خلافك» بكسر الخاء ، وألف بعد اللام ، والباقون : بفتح الخاء وسكون اللام ، والقراءتان بمعنى واحد ، وأنشدوا فى ذلك :
عفت الدّيار خلافهم فكأنّما |
|
بسط الشّواطب بينهنّ حصيرا |
ينظر : الدر المصون (٤ / ٤١١).
(١) الشطير : البعيد. ينظر : مقاييس اللغة (شطر).
(٢) الرجز بلا نسبة فى الإنصاف ١ / ١٧٧ ، وأضح المسالك ٤ / ١٦٦ ، والجنى الدانى ص ٣٦٢ ، وخزانة الأدب ٨ / ٤٥٦ ، ٤٦٠ ، والدرر ٤ / ٧٢ ، ورصف المبانى ص ٦٦ ، وشرح الأشمونى ٣ / ٥٥٤ ، وشرح التصريح ٢ / ٢٣٤ ، وشرح شواهد المغنى ١ / ٧٠ ، وشرح المفصل ٧ / ١٧ ، ولسان العرب (شطر) ، ومغنى اللبيب ١ / ٢٢ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٣٨٣ ، والمقرب ١ / ٢٦١ ، وهمع الهوامع ٢ / ٧.
(٣) قال سيبويه : وأما الإلغاء فقولك : فإذن لا أجيئك. ينظر : الكتاب (٣ / ١٤).