أراد : للبس عباءة وأن تقر عينى ، فحذف «أن» وأبقى عملها دليلا عليها ، ولو استقام الوزن بإظهارها لكان أقيس.
وليست الواو مخصوصة بهذا بل هو جائز مع «أو» والفاء ، و «ثمّ».
فمثال ذلك مع «أو» قراءة السبعة إلا نافعا : (أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً) [الشورى : ٥١] بنصب «يرسل» عطفا على «وحيا» ، والأصل : أو أن يرسل.
ومثال ذلك مع الفاء قول الشاعر وهو رجل من طئ : [من البسيط]
لو لا توقّع معترّ (١) فأرضيه |
|
ما كنت أوثر إترابا (٢) على ترب (٣) |
ومثال ذلك مع «ثمّ» قول الشاعر : [من البسيط]
إنّى وقتلى سليكا ثمّ أعقله |
|
كالثّور يضرب لمّا عافت البقر (٤) |
أراد : ثم أن أعقله ، فحذف «أن» وأبقى عملها.
فهذا وأمثاله جائز لكثرة نظائره.
وأما بقاء النصب بعد حذف «أن» فى غير ذلك فضعيف قليل ، ولا يقبل منه إلا ما نقله عدل ، ولا يقاس عليه.
ومما نقل فقبل قول بعض العرب : «خذ اللّصّ قبل يأخذك».
وقول الشاعر ـ أنشده سيبويه (٥) ـ : [من الطويل]
__________________
ـ المبانى ص ٤٢٣ ، وشرح الأشمونى ٣ / ٥٧١ ، وشرح ابن عقيل ص ٥٧٦ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٣٤٤ ، وشرح قطر الندى ص ٦٥ ، وشرح المفصل ٧ / ٢٥ ، والصاحبى فى فقه اللغة ص ١١٢ ، ١١٨ ، والكتاب ٣ / ٤٥ ، والمقتضب ٢ / ٢٧.
(١) المعتر : الفقير ، وقيل : المتعرّض للمعروف من غير أن يسأل. ينظر اللسان (عرر).
(٢) الإتراب : الغنى. ينظر : اللسان (ترب).
(٣) ترب الرجل : أصابه الفقر. ينظر : اللسان (ترب) ، والبيت بلا نسبة فى أوضح المسالك ٤ / ١٩٤ ، والدرر ٤ / ٩٢ ، وشرح الأشمونى ٣ / ٥٧١ ، وشرح التصريح ٢ / ٢٤٤ ، وشرح شذور الذهب ص ٤٠٥ ، وشرح ابن عقيل ص ٥٧٧ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٣٩٨ ، وهمع الهوامع ٢ / ١٧.
(٤) البيت لأنس بن مدركة فى الأغانى ٢٠ / ٣٥٧ ، والحيوان ١ / ٢١٨ ، والدرر ٤ / ٩٣ ، وشرح التصريح ٢ / ٢٤٤ ، ولسان العرب (ثور) ، (وجع) (عيف) والمقاصد النحوية ٤ / ٣٩٩ ، وبلا نسبة فى أوضح المسالك ٤ / ١٩٥ ، وخزانة الأدب ٢ / ٤٦٢ ، وشرح الأشمونى ٣ / ٥٧١ ، وشرح شذور الذهب ٤٠٦ ، وشرح ابن عقيل ص ٥٧٧ ، ولسان العرب (ثور) ، وهمع الهوامع ٢ / ١٧.
(٥) ينظر الكتاب (١ / ٣٠٧).