ولا بد لأداة المجازاة من فعل يليها يسمى شرطا ، وفعل بعده ـ أو ما يقوم مقامه ـ يسمى جوابا وجزاء :
وإذا كانا فعلين ، جاز أن يكونا مضارعين. وأن يكونا ماضيين.
وأن يكون الشرط ماضيا ، والجواب مضارعا.
وأن يكون الشرط مضارعا ، والجواب ماضيا.
فالأول نحو : (وَإِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ) [البقرة : ٢٨٤].
والثانى نحو : (وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنا) [الإسراء : ٨].
والثالث نحو : (مَنْ كانَ يُرِيدُ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمالَهُمْ) [هود : ١٥].
ومثله قول الشاعر : [من البسيط]
دسّت رسولا بأنّ القوم إن قدروا |
|
عليك يشفوا صدورا ذات توغير (١) |
والرابع نحو قول الشاعر : [من الخفيف]
__________________
ـ وقولى :
... واختم بـ «أنّى» مهملا |
|
«كيف» وأهل الكوفة اتبع معملا |
أشرت به إلى أن إهمال «كيف» وعدم الاعتداد بها فى أدوات الشرط هو المذهب الصحيح ، وأن الكوفيين يجزمون بها ، ويلحقونها بأدوات الشرط الجازمة.
وقد جزم بـ «إذا» فى الشعر كثيرا ، والأصح منع ذلك فى النثر لعدم وروده.
ومن الوارد منه فى الشعر ما أنشد سيبويه من قول الشاعر : [من البسيط]
ترفع لى خندف ، والله يرفع لى |
|
نارا إذا أخمدت نيرانهم تقد |
ومنه ما أنشده الفراء من قول الآخر : [من الكامل]
استغن ما أغناك ربّك بالغنى |
|
وإذا تصبك خصاصة فتحمّل |
ولو قيل : إن هذا ليس بضرورة لتمكن الجازم بـ «إذا» من أن يجعل مكانها «متى» الشرطية لكان قولا لا راد له إلا بأن يقال : لو كان جائزا فى غير الشعر ما عدم وروده نثرا.
(١) التوغير : الإغراء بالحقد. ينظر : اللسان (وغر).
والبيت للفرزدق فى ديوانه ١ / ٢١٣ ، والدرر ٥ / ٨٣ ، وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٩٠ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٣٧١ ، والكتاب ٣ / ٦٩ ، ولسان العرب (وغر) ، وبلا نسبة فى همع الهوامع ٢ / ٦٠.