من يكدنى بسىّء كنت منه |
|
كالشّجا (١) بين حلقه والوريد (٢) |
ومثله قول الآخر : [من البسيط]
إن تصرمونا وصلناكم ، وإن تصلوا |
|
ملأتم أنفس الأعداء إرهابا (٣) |
ومثله قول الآخر : [من البسيط]
إن يسمعوا سبّة طاروا بها فرحا |
|
منّى وما يسمعوا من صالح دفنوا (٤) |
وأكثر النحويين يخصون الوجه الرابع بالضرورة ، ولا أرى ذلك ؛ لأن النبى صلىاللهعليهوسلم قال : «من يقم ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدّم من ذنبه» (٥).
ولأن قائل البيت الأول متمكن من أن يقول بدل :
....... كنت منه |
|
....... |
....... أك منه |
|
......... |
وقائل الثانى متمكن من أن يقول بدل :
... وصلناكم ... |
|
......... |
... نواصلكم ... |
|
......... |
وبدل :
......... |
|
ملأتم ....... |
......... |
|
تملأوا ......... |
وقائل البيت الثالث متمكن من [أن] يقول بدل :
إن يسمعوا ... |
|
......... |
إن سمعوا ... |
|
......... |
__________________
(١) الشجا : ما نشب فى الحلق من غصة همّ. ينظر : المقاييس (شجو).
(٢) البيت لأبى زبيد الطائى فى ديوانه ص ٥٢ ، وخزانة الأدب ٩ / ٧٦ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٤٢٧ ، وبلا نسبة فى رصف المبانى ص ١٠٥ ، وشرح الأشمونى ٣ / ٥٨٥ ، وشرح ابن عقيل ص ٥٨٥ ، والمقتضب ٢ / ٥٩ ، والمقرب ١ / ٢٧٥ ، ونوادر أبى زيد ص ٦٨.
(٣) البيت بلا نسبة فى الدرر ٥ / ٧٣ ، وشرح الأشمونى ٣ / ٥٨٥ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٤٢٨ ، وهمع الهوامع ٢ / ٥٩.
(٤) البيت للمتنبى فى ديوانه ٤ / ٣٦٦ ، وبلا نسبة فى مغنى اللبيب ١ / ٢٠٠.
(٥) أخرجه البخارى (١ / ١٢٧) : كتاب الإيمان : باب قيام ليلة القدر من الإيمان ، (٣٥) ، ومسلم (١ / ٥٢٤) : كتاب صلاة المسافرين : باب الترغيب فى قيام رمضان وهو التراويح ، (١٧٦ ـ ٧٥٩) ، والبيهقى فى السنن الكبرى (٤ / ٣٠٧) من حديث أبى هريرة مرفوعا ، به.