وبدل :
........ |
|
... وما يسمعوا .... |
.......... |
|
... وما سمعوا .... |
فإذا لم يقولوا ذلك ـ مع إمكانه ـ علم أنهم غير مضطرين.
وقد صرح بجواز ذلك فى الاختيار : الفراء (١) ـ رحمهالله ـ وجعل من ذلك قوله ـ تعالى ـ : (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ) [الشعراء : ٤] ؛ لأن «ظلّت» بلفظ الماضى ، وقد عطف على «ننزّل» ، وحق المعطوف أن يصلح لحلوله محل المعطوف عليه وما كان ماضى اللفظ من شرط أو جواب فمجزوم تقديرا.
وأما المضارع : فإن كان شرطا وجب جزمه لفظا ، وكذا إن كان جوابا ، والشرط مضارع مثله.
فإن كان الجواب مضارعا والشرط ماضيا فالجزم مختار كقوله ـ تعالى ـ : (نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمالَهُمْ) [هود : ١٥].
وكقول الشاعر : [من البسيط] الله
دسّت رسولا بأنّ القوم إن قدروا |
|
عليك يشفوا صدورا ذات توغير (٢) |
والرفع جائز كثير كقول زهير : [من البسيط]
وإن أتاه خليل (٣) يوم مسألة |
|
يقول : لا غائب مالى ولا حرم (٤) |
وكقول أبى صخر (٥) : [من الطويل]
__________________
(١) ينظر : معانى القرآن (٢ / ٢٧٩).
(٢) تقدم قريبا.
(٣) خليل : معدم فقير. ينظر : القاموس (خلل).
(٤) البيت لزهير بن أبى سلمى فى ديوانه ص ١٥٣ ، والإنصاف ٢ / ٦٢٥ ، وجمهرة اللغة ص ١٠٨ ، وخزانة الأدب ٩ / ٤٨ ، ٧٠ ، والدرر ٥ / ٨٢ ، ورصف المبانى ص ١٠٤ ، وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٨٥ ، وشرح التصريح ٢ / ٢٤٩ ، وشرح شواهد المغنى ٢ / ٨٣٨ ، والكتاب ٣ / ٦٦ ، ولسان العرب (خلل) ، (حرم) ، والمحتسب ٢ / ٦٥ ، ومغنى اللبيب ٢ / ٤٢٢ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٤٢٩ ، والمقتضب ٢ / ٧٠ ، وبلا نسبة فى أوضح المسالك ٤ / ٢٠٧ ، وجواهر الأدب ص ٢٠٣ ، وشرح الأشمونى ٣ / ٥٨٥ ، وشرح شذور الذهب ص ٤٥١ ، وشرح ابن عقيل ص ٥٨٦ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٣٥٣ ، وشرح المفصل ٨ / ١٥٧ ، وهمع الهوامع ٢ / ٦٠.
(٥) هو عبد الله بن سلمة السهمى ، أبو صخر الهذلى ، شاعر من الفصحاء ، كان فى العصر الأموى ، من موالى بنى مروان ، متعصبا لهم ، وله مدائح فيهم ، مات سنة (٨٠ ه). ـ