وقد تحذف الفاء الواجب ذكرها للضرورة كقول الشاعر : [من البسيط]
من يفعل الحسنات الله يشكرها |
|
والشّرّ بالشّرّ عند الله مثلان (١) |
وقول الآخر : [من الطويل]
ومن لا يزل ينقاد للغى والهوى |
|
سيلفى على طول السّلامة نادما (٢) |
ويقوم مقام الفاء فى الجملة الاسمية «إذا» المفاجأة نحو : (وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ) [الروم : ٣٦] ؛ وإنما قامت مقامها ؛ لأنها مثلها فى عدم الابتداء بها ، فوجودها يحصل ما يحصل بالفاء من بيان الارتباط.
وكان حق أداة الشرط ألا يليها إلا معمولها كغيرها من عوامل الفعل السالمة من شذوذ ؛ لكنها أشبهت الفعل بالدخول على معرب ومبنى ، والمتعدى منه فى عدم اكتفائها بمطلوب واحد ، فجاز أن يليها الاسم.
وخصت «إن» لكونها أصلا بكثرة ذلك فيها بشرط مضى الفعل.
ولا يجوز ذلك فيها مع مضارع غير مجزوم بـ «لم» ، ولا فى أخواتها ـ مطلقا ـ إلا فى شعر كقوله : [من الرمل]
صعدة (٣) نابتة فى حائر |
|
أينما الرّيح تميّلها تمل (٤) |
__________________
(١) البيت لكعب بن مالك فى ديوانه ص ٢٨٨ ، وشرح أبيات سيبويه ٢ / ١٠٩ ، وله أو لعبد الرحمن بن حسان فى خزانة الأدب ٩ / ٤٩ ، ٥٢ ، وشرح شواهد المغنى ١ / ١٧٨ ، ولعبد الرحمن بن حسان فى خزانة الأدب ٢ / ٣٦٥ ، ولسان العرب (بجل) ، والمقتضب ٢ / ٧٢ ، ومغنى اللبيب ١ / ٥٦ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٤٣٣ ، ونوادر أبى زيد ص ٣١ ، ولحسان بن ثابت فى الدرر ٥ / ٨١ ، والكتاب ٣ / ٦٥ ، وليس فى ديوانه ، وبلا نسبة فى الأشباه والنظائر ٧ / ١١٤ ، وأوضح المسالك ٤ / ٢١٠ ، وخزانة الأدب ٩ / ٤٠ ، ٧٧ ، ١١ / ٣٥٧ ، والخصائص ٢ / ٢٨١ ، وسر صناعة الإعراب ١ / ٢٦٤ ، ٢٦٥ ، وشرح شواهد المغنى ١ / ٢٨٦ ، وشرح المفصل ٩ / ٢ ، ٣ ، والكتاب ٣ / ١١٤ ، والمحتسب ١ / ١٩٣ ، والمقرب ١ / ٢٧٦ ، والمنصف ٣ / ١١٨ ، وهمع الهوامع ٢ / ٦٠.
(٢) البيت بلا نسبة فى أوضح المسالك ٤ / ٢١١ ، وشرح الأشمونى ٣ / ٥٨٨ ، وشرح التصريح ٢ / ٢٥٠ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٤٣٣.
(٣) صعدة : من النساء المستقيمة القامة ، وهى. أيضا. القناة المستوية تنبت لا تحتاج إلى تثقيف.
ينظر : المقاييس (صعد).
(٤) البيت لكعب بن جعيل فى خزانة الأدب ٣ / ٤٧ ، والدرر ٥ / ٧٩ ، وشرح أبيات سيبويه ٢ / ١٩٦ ، والمؤتلف والمختلف ص ٨٤ ، وله أو للحسام بن ضرار فى المقاصد النحوية ٤ / ٤٢٤ ، وبلا نسبة فى الإنصاف ٢ / ٦١٨ ، وخزانة الأدب ٩ / ٣٨ ، ٣٩ ، ٤٣ ، وشرح ـ