وإلى هذا ونحوه أشرت بقولى :
وجزم او نصب لفعل يلفى |
|
قبل الجزاء إثر واو أو فا |
ولا يستشهد على هذه المسألة بما أنشده سيبويه (١) من قول الشاعر : [من الطويل]
ومن لا يقدّم رجله مطمئنّة |
|
فيثبتها فى مستوى الأرض يزلق (٢) |
لأن الفعل المتقدم على الفاء منفى ، وجواب النفى ينصب فى مجازاة وغيرها.
وإنما يستشهد بقول الشاعر : [من الطويل]
ومن يقترب منّا ويخضع نؤوه |
|
ولا يخش ظلما ما أقام ولا هضما (٣) |
ثم نبهت على أن الفعل الواقع بعد «ثمّ» عند الكوفيين كالواقع بعد الواو والفاء فى جواز نصبه ؛ ومنه قراءة الحسن (٤) : (وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَ
__________________
(١) ينظر : الكتاب (٣ / ٨٩).
(٢) البيت لابن زهير فى شرح أبيات سيبويه ٢ / ١١٣ ، ولكعب بن زهير فى الكتاب ٣ / ٨٩ ، ولم أقع عليه فى ديوانه. وهو لزهير بن أبى سلمى فى ديوانه ص ٢٥٠ ، وبلا نسبة فى شرح عمدة الحافظ ص ٣٦٠ ، والمقتضب ٢ / ٢٣ ، ٦٧.
(٣) هضما : ظلما وضياعا. ينظر : اللسان (هضم)
والبيت بلا نسبة فى أوضح المسالك ٤ / ٢١٤ ، وشرح الأشمونى ٣ / ٥٩١ ، وشرح التصريح ٢ / ٢٥١ ، وشرح شواهد المغنى ٢ / ٤٠١ ، وشرح شذور الذهب ص ٤٥٤ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٣٦١ ، ومغنى اللبيب ٢ / ٥٦٦ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٤٣٤.
(٤) الجمهور على جزم «يدركه» عطفا على الشرط قبله ، وجوابه «فقد وقع» ، وقرأ الحسن البصرى بالنصب. قال ابن جنى : «وهذا ليس بالسهل ، وإنما بابه الشعر لا القرآن ، وأنشد :
سأترك منزلى لبنى تميم |
|
وألحق بالحجاز فأستريحا |
والآية أقوى من هذا ؛ لتقدّم الشرط قبل المعطوف» ، يعنى أن النصب بإضمار «أن» إنما يقع بعد الواو والفاء فى جواب الأشياء الثمانية أو عاطف ، على تفصيل موضوعه كتب النحو ، والنصب بإضمار «أن» فى غير تلك المواضع ضرورة كالبيت المتقدم ، وكقول الآخر :
.......... |
|
ويأوى إليها المستجير فيعصما |
وتبع الزمخشرى أبا الفتح فى ذلك ، وأنشد البيت الأول. وهذه المسألة جوّزها الكوفيون لمدرك آخر وهو أن الفعل الواقع بين الشرط والجزاء يجوز فيه الرفع والنصب والجزم إذا وقع بعد الواو والفاء ؛ واستدلّوا بقول الشاعر :
ومن لا يقدّم رجله مطمئنّة |
|
فيثبتها فى مستوى القاع يزلق |
وقول الآخر : ـ