وإلى هذا أشرت بقولى :
........ |
|
ونصبه بنقل عمرو قد عرف |
وقرأ بالرفع : عاصم وابن عامر.
وبالجزم : نافع وابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائى.
وروى بالأوجه الثلاثة «ونأخذ» من قول الشاعر : [من الوافر]
فإن يهلك أبو قابوس يهلك |
|
ربيع النّاس والبلد الحرام |
ونأخذ بعده بذناب (١) عيش |
|
أجبّ الظّهر ليس له سنام (٢) |
وجاز النصب بعد الفاء والواو إثر الجزاء ؛ لأن مضمونه لم يتحقق (٣) وقوعه ؛ فأشبه الواقع بعده الواقع بعد الاستفهام.
وأنشد الفراء فى كتاب «المعانى» : [من الطويل]
فإن يهلك النّعمان تعر مطيّه (٤) |
|
ويخبأ فى جوف العياب (٥) قطوعها (٦) |
وتنحط (٧) حصان آخر اللّيل نحطة |
|
تقضّب منها أو تكاد ضلوعها (٨) |
فنصب «يخبأ» وجزم «تنحط».
وإليه أشرت بقولى :
وبعد نصب جزم معطوف على |
|
جزاء اقبل مثل ما قد قبلا |
قال سيبويه (٩) : «وسألت الخليل عن قوله : «إن تأتنى فتحدّثنى (١٠) أحدّثك» ، و «إن تأتنى وتحدّثنى [أحدّثك»](١١) فقال : هذا يجوز والجزم الوجه».
__________________
(١) الذّناب : عقب كل شىء. ينظر : المقاييس (ذنب).
(٢) تقدم تخريج هذين البيتين.
(٣) فى أ : لا يتحقق.
(٤) فى أ : حظية.
(٥) العياب : زبيل من أدم : أى وعاء من أدم. ينظر : القاموس (عيب).
(٦) القطوع : جمع (قطع) ، والقطع : الطّنفسة تكون تحت الرحل على كتفى البعير. ينظر : اللسان (قطع).
(٧) النحط : تردد البكاء فى الصدر من غير أن يظهر. ينظر : القاموس (نحط).
(٨) البيتان للنابغة الذيبانى فى ديوانه ص ١٠٧ ، وكتاب العين ٣ / ١٧٢ ، وبلا نسبة فى لسان العرب (نحط) ، والمخصص ٢ / ١٤١ ، وكتاب الجيم ٣ / ٩٧ ، وتهذيب اللغة ٤ / ٣٩٠.
(٩) ينظر : الكتاب (٣ / ٨٨).
(١٠) فى أ : وتحدثنى.
(١١) سقط فى أ.