«عشرت التّسعة».
فـ «فاعل» هذا بمعنى : جاعل ، وجار مجراه لمساواته له فى المعنى ، والتفرع على فعل ؛ بخلاف «فاعل» التى يراه به معنى أحد ما يضاف إليه ؛ فإن الذى هو فى معناه لا عمل له ، ولا تفرع له على فعل ، فالتزمت إضافته كما التزمت إضافة ما هو مشتق منه.
وقد تضمن النظم كيفية الاستعمالين وإرادة المعنيين.
ثم أشرت إلى أن المركب قد يقصد مثل ما قصد بـ «ثانى اثنين» وأشباهه.
والأصل فيه أن يجاء بتركيبين ، صدر أولهما «فاعل» فى التذكير و «فاعلة» فى التأنيث ، مشتقان من صدر ثانيهما وعجزهما معا : «عشر» فى التذكير ، و «عشرة» فى التأنيث ؛ فيقال : «ثانى عشر اثنى عشر» و «ثانية عشرة اثنتى عشرة» ... إلى «تاسع عشر تسعة عشر» و «تاسعة عشرة تسع عشرة» ، بأربع كلمات مركب أولاهن مع الثانية ، وثالثتهن مع الرابعة ، والمركب الأول مضاف إلى الثانى إضافة «فاعل» إلى ما اشتق منه.
وقد يقتصر على صدر الأول فيعرب لعدم التركيب ، ويضاف إلى المركب الثانى باقيا على بنائه فيقال : «ثالث ثلاثة عشر» و «ثالثة ثلاث عشرة».
وقد يقتصر على المركب الأول باقيا بناؤه ، وربما أعرب.
و «أولى عشر» فى التذكير ، و «أولى عشرة» فى التأنيث مبنيين ، ذكر هذا الاستعمال مرويا عن العرب ابن السكيت ، وضمنه ـ أيضا ـ ابن كيسان مهذبه.
ويقال فى «أحد عشر» و «إحدى عشرة» : «حادى عشر» و «حادية عشرة» ، والأصل : واحد عشر ، وواحدة عشرة ؛ فقلب بجعل الفاء بعد اللام فصار «واحد» : حاديا ، و «واحدة» : حادية.
ولا يستعمل هذا القلب فى «واحد» ـ فى الأجود ـ إلا فى تنييف ،
أى : مع «عشرة» أو مع «عشرين» وأخواته.
فيقال : «حادى وعشرون» فى التذكير ، و «حادية وعشرون» فى التأنيث ... إلى «حادى وتسعين» ، و «حادية وتسعين».
وأما «ثان» فما فوقه فيستعمل فى تنييف وغيره.