ثم نبهت بقولى :
ومطلقا يفصل ذو النّصب هنا |
|
......... |
على أنه يجوز دون ضرورة أن يقال : «كم عندك غلاما»؟ و «كم لك جارية»؟.
ومثل هذا فى العدد المركب ، والجارى مجراه لا يجوز فى الاختيار بل فى الاضطرار كقول الشاعر : [من المتقارب]
يذكّرنيك حنين العجول |
|
ونوح الحمامة تدعو هديلا |
على أنّنى بعد ما قد مضى |
|
ثلاثون للهجر حولا كميلا (١) |
ثم نبهت بقولى :
وميّزن خبريّة بما |
|
فى «تسعة» والألف قد تقدّما |
على أنه يقال : «كم رجال صحبت» كما يقال : «تسعة رجال صحبت» ، ويقال : «كم رجل صحبت» كما يقال : «ألف رجل صحبت» ؛ لأنها جعلت بمنزلة عدد مفرد مضاف إلى مميزه ، وهو على ضربين :
أحدهما : يضاف إلى جمع.
والآخر : يضاف إلى مفرد.
فاستعملت بالوجهين ، وجرت مجرى الضربين.
ثم أشرت إلى أن بنى تميم يجرون الخبرية مجرى الاستفهامية فينصبون مميزها ، وإن كان جمعا ؛ ومنه قول الشاعر : [من الكامل]
كم عمّة لك يا جرير وخالة |
|
فدعاء قد حلبت علىّ عشارى (٢) |
__________________
(١) البيتان للعباس بن مرداس فى ديوانه ص ١٣٦ ، وأساس البلاغة ص ٣٩٨ (كمل) ، وخزانة الأدب ٣ / ٢٩٩ ، والدرر ٤ / ٤٢ ، وشرح شواهد الإيضاح ص ١٩٨ ، وشرح شواهد المغنى ٢ / ٩٠٨ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٤٨٩ ، وبلا نسبة فى الإنصاف ١ / ٣٠٨ ، وخزانة الأدب ٦ / ٤٦٧ ، ٤٧٠ ، ٨ / ٢٥٥ ، وشرح الأشمونى ٣ / ٥٧٥ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٥٣٢ ، وشرح المفصل ٤ / ١٣٠ ، والكتاب ٢ / ١٥٨ ، ولسان العرب (كمل) (البيت الأول فقط) ، ومجالس ثعلب ٢ / ٤٩٢ ، ومغنى اللبيب ٢ / ٥٧٢ ، والمقتضب ٣ / ٥٥ ، وهمع الهوامع ١ / ٢٥٤.
(٢) البيت للفرزدق فى ديوانه ١ / ٣٦١ ، والأشباه والنظائر ٨ / ١٢٣ ، وأوضح المسالك ٤ / ٢٧١ ، وخزانة الأدب ٦ / ٤٥٨ ، ٤٨٩ ، ٤٩٢ ، ٤٩٣ ، ٤٩٥ ، ٤٩٨ ، والدرر ٤ / ٤٥ ، وشرح التصريح ٢ / ٢٨٠ ، وشرح شواهد المغنى ١ / ٥١١ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٥٣٦ ، وشرح المفصل ٤ / ١٣٣ ، والكتاب ٢ / ٧٢ ، ١٦٢ ، ١٦٦ ، ولسان العرب (عشر) ، واللمع ٢٢٨ ، ومغنى اللبيب ١ / ١٨٥ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٤٨٩ ، وبلا نسبة فى سر صناعة الإعراب ـ