«مذرى» (١) ـ فى التقدير ـ وألف المقصور الرابعة فصاعدا تقلب فى التثنية ياء ، واويا كان الاسم أو غير واوى ، إلا أن «المذروين» لازمه لفظ التثنية ، فأشبهت واوه واو «شقاوة».
وكذلك قالوا لطرفى الحبل : «ثنايان» والأصل أن يقال : «ثناءان» أو «ثناوان» لأنه فى التقدير تثنية «ثنا» و «ثناء» نظير «بناء» ، وقد تقدم الكلام عليه.
وإنما ترك فى «ثناءين» الأصل لأن لفظ التثنية لازمه فأشبهت ياؤه ياء «نهاية».
ثم نبهت على أنه قد يستغنى عن تثنية اسم بتثنية مطابقه إذا كان أخصر كـ «سى» فإنه أخصر من «سواء» فأغنت تثنيته عن تثنيته ؛ لأن «سيّين» أخف من «سواءين» ، على أن أبا زيد حكى عن بعض العرب أنه يقول : «سواءان».
ومن الاستغناء بتثنية الأخف قولهم فى تثنية «ألية» و «خصية» : «أليان» و «خصيان» وذلك أن من العرب من يقول : «ألى» و «خصى» فاستغنى الأكثرون بتثنية المجرد عن التاء عن تثنية المؤنث بها.
ومنهم من لا يستغنى كقول عنترة : [من الوافر]
متى ما تلقنى فردين ترجف |
|
روانف أليتيك وتستطارا (٢) |
(ص)
واختير جمع فى مثنّى كـ (شرح |
|
صدراكما) وفيه إفرادا أبح |
وهو من الأصل أحقّ ، والتزم |
|
فى نحو (قبّل كفّ قيس وهرم) |
وجمع ما ليس بجزء إن أمن |
|
لبس أجز فليس يأباه فطن |
نحو بـ (أسيافكما اضربا العدى) |
|
و (فى عمائمكما مجد بدا) |
وما إضافة لجزأين اقتضت |
|
فلهما مميّزين قد ثبت |
نحو : (هما ضخما الرّءوس) و (هما |
|
منطلقان ألسنا إن كلّما) |
وما لهذا الجمع يعزى من خبر |
|
وغيره مثنّى او جمعا يقر |
والعطف لا التّثنية استعمل لدى |
|
تخالف اللّفظ ، وما قد وردا |
من (أبوين) ، والمضاهيه فلا |
|
تجزه إلّا بسماع قبلا |
__________________
(١) المذريان : أطراف الألية.
ينظر : القاموس (ذرو).
(٢) تقدم تخريج هذا البيت.