على أن الألف الرابعة إذا لم تكن زائدة يجوز حذفها على قلة ، وقلبها واوا هو الكثير ؛ تفرقة بين ما ألفه لغير التأنيث ، وبين ما ألفه للتأنيث ، وما ألفه للإلحاق جار مجرى ما ألفه غير زائدة ؛ فيقال فى «مرمى» على الوجه الجيد : «مرموى» ، وعلى الوجه النزر : «مرمى».
وكذا يقال فيما ألفه للإلحاق كـ «أرطوى» و «أرطى» لكن «أرطيّا» أشبه من «مرمى» فإن لألف «أرطى» شبها بألف «حبلى» فى الزيادة ، وشبها بألف «مرمى» فى أنها بإزاء حرف أصلى.
وأجاز يونس (١) فى النسب إلى «معلّى» وشبهه قلب الألف واوا مع كونها خامسة ؛ لأن وقوعها خامسة لم يكن إلا بتضعيف اللام والمضعف بإدغام فى حكم حرف واحد فكأن ألف «معلّى» وشبهه رابعة.
فلما أنهيت الكلام فى المنسوب إلى المقصور أخذت فى بيان النسب إلى المنقوص فنبهت على أن ياءه يلزم حذفها إن كانت خامسة فصاعدا كقولك فى النسب إلى «المعتدى» : «معتدىّ».
فإن كانت رابعة جاز فيها الحذف كقولك فى النسب إلى «القاضى» : «قاضىّ» ، والقلب كقولك «قاضوى» ، والحذف هو المختار. ومن القلب قول الشاعر : [من الطويل]
وكيف لنا بالشّرب إن لم يكن لنا |
|
دراهم عند الحانوىّ (٢) ولا نقد (٣) |
وأما المنقوص الثلاثى فليس فيه إلا فتح عينه وقلب الياء واوا كقولك فى «شج» :
«شجوى» وهذا معنى قولى :
وك «الفتى» فى نسب نحو «الشّجى» |
|
......... |
__________________
(١) قال سيبويه : وزعم يونس أن (مثنى) بمنزلة معزى ومعطى ، وهو بمنزلة (مرامى) ؛ لأنه خمسة أحرف. الكتاب (٣ / ٣٥٦).
(٢) الحانوى : نسب إلى الحاناة ، والحاناة : الدكان. ينظر لسان العرب (حنا) ، والقاموس (حنو).
(٣) البيت لتميم بن مقبل فى ملحق ديوانه ص ٣٦٢ ، وأساس البلاغة ص ٣١٩ (عين) ، ولذى الرمة فى ملحق ديوانه ص ١٨٦٢ ، ولسان العرب (عون) ، ولعمارة (؟) فى شرح المفصل ٥ / ١٥١ ، والمحتسب ١ / ١٣٤ ، ٢ / ٢٣٦ ، وللفرزدق فى المقاصد النحوية ٤ / ٥٣٨ ، وبلا نسبة فى شرح الأشمونى ٣ / ٧٢٨ ، وشرح التصريح ٢ / ٣٢٩ ، والكتاب ٣ / ٣٤١ ، ولسان العرب (حنا).