(ش) من خواص الوقف زيادة هاء السكت.
وأكثر ما تزاد بعد ياء المتكلم ، وبعد الفعل المحذوف الآخر جزما أو وقفا ، وبعد «ما» الاستفهامية المجرورة الموضع :
فالأول نحو قوله ـ تعالى ـ : (هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ) [الحاقة : ١٩].
والثانى نحو قوله ـ تعالى ـ : (لَمْ يَتَسَنَّهْ) [البقرة : ٢٥٩] ، وقوله : (فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ) [الأنعام : ٩٠].
والثالث نحو قول الراجز : [من الرجز]
يا أسديّا لم أكلته لمه |
|
فما أكلت لحمه ، ولا دمه |
لو خافك الله عليه حرّمه (١) |
ولحاق هذه الهاء واجب فى الوقف على «ما» الاستفهامية المضاف إليها كقولك فى «اعتداء م اعتدى» : «اعتداء مه؟». وفى «مجئ م جئت» : «مجيء مه؟».
فإن كانت «ما» الاستفهامية مجرورة بحرف جاز أن يوقف عليها بالهاء وبدونها ، والوقف بالهاء أجود فى قياس العربية.
ويجب ـ أيضا ـ لحاق هذه الهاء فى الوقف على ما كان من الأفعال على حرف واحد ، أو حرفين أحدهما زائد كقولك فى «وزيدا» و «لا تق عمرا» : «قه» و «لا تقه».
ويجوز أن تلحق هذه الهاء كل محرك حركة بناء لازم نحو : «كيف» و «ثمّ» و «إنّ» و «لا».
ولا تلحق هذه الهاء ذا حركة عارضة كاسم «لا» ، والمنادى المضموم ، والعدد المركب.
ولا تلحق الفعل الماضى ، وإن كانت حركته لازمة لشبهه بالمضارع.
وفى قوله : [من الرجز]
يا ربّ يوم لى لا أظلّله
__________________
(١) الرجز لسالم بن دارة فى الحيوان ١ / ٢٦٧ ، ولسان العرب (روح) ، (لوم) ، وبلا نسبة فى الإنصاف ص ٢٩٩ ، ولسان العرب (لوم) ، والمقاصد النحوية ٤ / ٥٥ ، والمخصص ٣ / ٤.