ولا يلتقيان فى الوصل إلا وهما فى كلمة واحدة ، وأولهما حرف لين ، وثانيهما مدغم نحو : «دابّة» و «دويبّة» و «حوجّ زيد».
فإن كان المدغم مفصولا ، أى : من كلمة أخرى ، وقبل حرف اللين حركة تجانسه حذف حرف اللين نحو قوله ـ تعالى ـ : (وَمَا اللهُ بِغافِلٍ) ، [البقرة : ٧٤] ، وقوله : (اتَّقُوا اللهَ) [البقرة : ٢٧٨] ، وقوله : (أَفِي اللهِ شَكٌ) [إبراهيم : ١٠].
واكتفى بعد همزة الاستفهام بمد الأول نحو : «آلغلام قام؟».
وكذلك اكتفى بمد الأول فى لام ميم ، ونحوهما لأن الناطق بهن ناو للوقف.
ومثال المدغم المفصول تقديرا : «اضربنّ» و «اضربنّ» ؛ فإن النون لحجزه من الفعل بالواو والياء فى حكم كلمة منفصلة ، ولو لا ذلك لقيل : «اضربونّ» كما قيل : «حوجّ زيد».
فإن كان أول الساكنين حرف مد ، والثانى غير مدغم ، أو مدغما إدغاما غير لازم لزم حذف حرف المد ، متصلا كان كألف «يخاف» إذا قيل فيه : «لم يخف» ، أو منفصلا كألف «ما» إذا قلت : «ما اسمك؟».
وشذ قولهم : «التقت حلقتا البطان» ـ بثبوت الألف ـ والجيد حذفها.
وقالوا فى القسم : «ها الله» و «إى الله» بحذف الألف ، والياء على القياس ، وبإثباتهما على الشذوذ.
ثم نبهت على أن أول الساكنين إذا كان آخر كلمة ، ولم يكن حرف مد ، ولا نون توكيد يكسر :
فدخل فى ذلك التنوين.
ثم نبهت على جواز حذفه بقلة كقراءة أبى عمرو من طريق عبد الوارث (١) : (أَحَدٌ اللهُ الصَّمَدُ) [الإخلاص : ١ ، ٢].
ثم نبهت على أن نون «لدن» تحذف كثيرا كقولك : «ما رأيته من لد الصّباح» ، وربما كسرت كقول الراجز : [من الرجز]
__________________
(١) هو عبد الوارث بن سعيد بن ذكوان ، أبو عبيدة ، العنبرى بالولاء ، التنورى البصرى ، حافظ ثبت ، كان فصيحا من أئمة الحديث ، حافظ مقرئ ثقة ، عرض القرآن على أبى عمرو. مات سنة ١٨٠ ه.
الأعلام (٤ / ١٧٨) ، طبقات القراء (١ / ٤٧٨).