فوجب منع الوجه المؤدى إلى ذلك ، وتعين الوجه الآخر الذى ينوى فيه ثبوت المحذوف ؛ لأن ذلك فيه مأمون ؛ فيقال : «يا حبلو».
وهذا الوجه ـ أيضا ـ متعين فى «طيلسان» ـ بكسر اللام ـ لو كان علما ، فيقال : «يا طيلس» ، ولا يقال : «يا طيلس» ؛ لأن ذلك موقع فى عدم النظير ـ أيضا ـ إذ ليس فى الكلام اسم على «فيعل» صحيح العين ، ولا على «فيعل» معتلها ، بل التزم فى الصحيح الفتح كـ «ضيغم» ، وفى المعتل الكسر كـ «سيّد» ، ولا اعتداد بالنادر ؛ فلو سمى بـ «هيّبان» (١) ثم رخم لم يرخم إلا على نية المحذوف ؛ لأن ترخيمه على تقدير الاستقلال موقع فى عدم النظير.
وكذا لو سمى بـ «هذريان» (٢) أو «حذرية» (٣) لم يرخم إلا على نية المحذوف ؛ لأن ترخيمه على تقدير الاستقلال موقع فى بناء مهمل وهو «فعلى».
ولو سمى بـ «قاضين» ونحوه من جمع المعتل اللام ، لقيل ـ فى ترخيمه ـ : «يا قاضى» ـ على الوجهين ـ لأن الياء التى هى لام الكلمة حذفت لملاقاة ياء الجمع ، فلما حذفت ياء الجمع ونونه ترخيما عادت الياء الأصلية لزوال سبب حذفها ، ولا فرق فى هذا بين لغة من نوى ، ولغة من لم ينو ، إلا أن من لم ينو يقدر ضمة الياء ، ومن نوى لا يقدرها.
ومثل «قاضين» مسمى به : «قاضى» ـ مسمى به ـ.
وأشرت بقولى :
وإن ترخّم ما بشدّ ختما |
|
من بعد مدّ ... |
إلى نحو «محاجّ» و «تحاجّ». فإن «محاجا» إن كان اسم مفعول قيل فى ترخيمه : «يا محاج» ، وإن كان اسم فاعل قيل فى ترخيمه : «يا محاج» ، هذا على لغة من نوى المحذوف ؛ لأنه لما حذف ثانى المثلين بقى الأول ساكنا بعد ساكن ، فلجئ إلى التحريك فرارا من التقاء ساكنين ، فكان أولى الحركات ما كان الساكن متحركا به فى الأصل.
وأما «تحاجّ» فأصله : «تحاجج» : فإن سمى به ورخم لم يقل إلا «يا تحاج» ـ
__________________
(١) الهيّبان : الجبان والتيس والخفيف والراعى والتراب. ينظر : القاموس (هيب).
(٢) الهذريان : الكثير الردىء ينظر : القاموس (هذر).
(٣) الحذرية : القطعة الغليظة من الأرض. ينظر : القاموس (حذر).