(ش) فنبه على أن مضارع «فعل» لم يأت على «يفعل» دون مشاركة «يفعل» إلا فيما فاؤه واو.
وكان الذى بعث على ذلك التوصل إلى حذف الواو من المضارع ؛ لأنه لو جاء على القياس مضارع «ومق» لقيل فيه «يومق» بسلامة الواو ، فإذا كسرت عين المضارع كان لحذف الواو موجب فقيل : «يمق» فظفر بتخفيف ؛ وهو مطلوب.
(ص)
ما عينه أو لامه اليا من (فعل) |
|
كسر لعين غير ماضيه حصل |
ومثله مضاعف ما عدّى |
|
ك «حنّ» والزم ضمّ ذى التّعدّى |
(ش) إذا كان الماضى على «فعل» وعينه أو لامه ياء تعين ـ غالبا ـ كون مضارعه على «يفعل» نحو : «بات يبيت» و «سار يسير» و «أتى يأتى» و «مشى يمشى».
وكذلك إذا كان على «فعل» مضاعفا غير متعد كـ «حنّ يحنّ» و «أنّ يئنّ».
فإن كان المضاعف متعديا تعين ـ غالبا ـ كون مضارعه «يفعل» كـ «حلّ العقدة يحلّها» و «مدّ الشّىء يمدّه».
ثم أشرت إلى ما شذ من القبيلين فقلت :
(ص)
(يؤلّ) ـ بالضم ـ (تذرّ) و (تهبّ) |
|
شذّ كذا ونادر كسر (يحب) |
وشذّ منهما بوجهين كلم |
|
منها (يجدّ) و (تحدّ) و (ينمّ) |
(ش) «ألّ الشّيء يؤلّ» : إذا برق ، و «ألّ الرّجل يؤلّ» : إذا صوت بذل ، و «ذرّ الشّارق يذرّ» : إذا طلع ، و «هبّت الرّيح تهبّ».
هذه شذت بالضم وحده فى المضارع ، وكان حقها الكسر لعدم تعديها.
وكذلك شذ بكسر دون ضم «حبّه يحبّه» وكان حقه الضم لكونه متعديا.
وشذ اشتراك الكسر والضم فى «يهرّ الشّىء» ـ بمعنى يكرهه ـ و «يعلّه بالشّراب» و «يشدّ الشّىء» و «ينمّ الحديث» و «يبتّ الشّىء» ـ يقطعه ـ و «يشحّ بالشّىء» و «يجدّ الشّىء» و «يجمّ الفرس» و «يشبّ» و «تفحّ الأفعى» ، و «تئرّ اليد» ـ تطير ـ و «تحدّ المرأة» و «يصدّ عنه» و «بسّ يبسّ» و «يشطّ» ـ يبعد ـ و «تدرّ النّاقة» و «يسدّ الشّىء»
فالكسر فى الستة الأوائل شاذ لأنها متعدية ، والضم على القياس ، والبواقى بالعكس.