لقد رأيت عجبا مذ أمسا |
|
عجائزا مثل السّعالى خمسا (١) |
وغير بنى تميم تبنيه على الكسر فى الإعراب كله ، وسبب بنائه تضمين معنى حرف التعريف.
ولكون سبب البناء ضعيفا بالعروض ؛ لم تجمع العرب على بنائه بل هو عند بنى تميم فى الرفع معرب.
ولا خلاف فى إعرابه إذا أضيف ، أو لفظ معه بالألف واللام أو نكر ، أو صغر ، أو كسر.
وقال ابن خروف : «لا علة لبناء «أمس» إلا إرادة التخفيف تشبيها بالأصوات ، وبنو تميم يبنونه على الكسر فى الجر والنصب ، ويعربونه فى الرفع من غير صرف».
وكل معدول سمى به فعدله باق إلا «سحر» و «أمس» ـ فى لغة بنى تميم ـ فإن عدلهما يزول بالتسمية فينصرفان ؛ بخلاف غيرهما من المعدولات فإن عدله فى التسمية باق فيجب منع صرفه للعدل والعلمية ، عددا كان أو غيره.
هذا كله مذهب سيبويه (٢) ، ومن عزا إليه غير ذلك فقد أخطأ ، وقوله ما لم يقل.
وإلى هذا أشرت بقولى :
وعدل غير «سحر» و «أمس» فى |
|
تسمية تعرض غير منتفى |
وذهب الأخفش وأبو على وابن برهان إلى صرف العلم المعدول مسمى به ؛ وهو خلاف مذهب سيبويه.
(ص)
وعلما أنّث بالها مطلقا |
|
أو قصد ان فوق الثّلاثة ارتقى |
__________________
(١) الرجز بلا نسبة فى أسرار العربية ص ٣٢ ، وأوضح المسالك ٤ / ١٣٢ ، وجمهرة اللغة ص ٨٤١ ، ٨٦٣ ، وخزانة الأدب ٧ / ١٦٧ ، ١٦٨ ، والدرر ٣ / ١٠٨ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٥٣٧ ، وشرح التصريح ٢ / ٢٢٦ ، وشرح شذور الذهب ص ١٢٨ ، وشرح قطر الندى ص ١٦ ، وشرح المفصل ٤ / ١٠٦ ، ١٠٧ ، والكتاب ٣ / ٢٨٤ ، ولسان العرب (أمس) ، وما ينصرف وما لا ينصرف ص ٩٥ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٣٥٧ ، ونوادر أبى زيد ص ٥٧ ، وهمع الهوامع ١ / ٢٠٩.
(٢) قال سيبويه : سألته عن «أمس» اسم رجل؟ فقال : مصروف ؛ لأن أمس ليس ههنا على الحد ... ثم قال : وكذلك «سحر» اسم رجل تصرفه. ينظر : الكتاب (٣ / ٢٨٣ ، ٢٨٤).