للإنسان ، وراعىٰ دور التقييم الذاتي والتقييم الاجتماعي في التربية ، وراعىٰ دور القدوة في التربية وجميعها أمور واقعية.
ومن واقعية المنهج التربوي تركيزه علىٰ دور القيم المعنوية في التربية ومنها الايمان بالله تعالىٰ وبالعقاب والثواب ، فهذا الايمان حاجة فطرية قبل كل شيء يمليها الواقع الانساني ، وفي ذلك قال الفيلسوف الأمريكي ويليام جيمس : ( أينما يقم حديث حول اختيار الاله وعلمه الأبدي أو حول الخير والشر ، تجد كل شخص قد أصاخ بسمعه له ) (١).
وقال الفيلسوف اليوناني ابيكتيت : ( العقيدة بالله يجب أن تكون مستمرة كاستمرار النفس ).
وقال برودون : ( الله هو الكائن الذي لا يدرك ولا يوصف ، ومع هذا فهو ضروري ).
وقال أيضاً : ( إنّ ضمائرنا قد شهدت لنا بوجود الله قبل أن تكشفه لنا عقولنا ).
وقال المسيو بوشيت : إن اعتقاد الأفراد والنوع الإنساني بأسره في الخالق كان اعتقاداً اضطرارياً قد نشأ قبل حدوث البراهين الدالة علىٰ وجوده ، ومهما صعد الإنسان بذاكرته في تاريخ طفوليته ، فلا يستطيع أن يجد الساعة التي حدثت فيها عقيدته بالخالق ، تلك العقيدة التي نشأت صامتة ، وصار لها أكبر الآثار في حياته ) (٢).
_______________________
(١) علم النفس / جميل صليبا : ١١ ، دار الكتاب اللبناني ، بيروت ، ١٤٠٤ ه.
(٢) دائرة معارف القرن العشرين لمحمد فريد وجدي : ٤٨٢٠١ ، ٤٨٣ ، دار المعرفة ، بيروت ، ١٩٧١.