اصلاح النفس والمجتمع ، والمحافظة علىٰ سلامة الانسان السلوكية وصحته النفسية والروحية ، والايمان بالله تعالىٰ وباليوم الآخر يحرر الانسان من الانسياق وراء الشهوات بلا قيود ولا حدود ، والخوف من أهوال يوم القيامة يمنع الانسان من ممارسة ألوان الفسق والانحراف.
ومنهج العبادات يعمل علىٰ تعميق الايمان بالله ويجعل الرقابة الالهية حقيقة تسري في جميع جوانح الانسان ، والعبادات بكل ألوانها تغرس في نفسه المثل المعنوية التي يتعالىٰ بها علىٰ جميع ألوان الانحراف والانحطاط ، فالصلاة تمنح الانسان الطمأنينة وتنهاه عن الفحشاء والمنكر وتبعده عن جميع الآثام والانحرافات ، والمداومة على الصلاة المندوبة كفيلة بايصاله إلى السمو والتكامل الروحي والخلقي.
والصوم يعمّق التقوىٰ في ذات الانسان ، ويقيّد الغرائز والشهوات ، ويهذب سلوك الانسان ويحصنه من تلويث خلقه ، قال الامام جعفر الصادق عليهالسلام : « إن الصيام ليس من الطعام والشراب وحده ، إنّ مريم عليهاالسلام قالت : « إنّي نذرت للرحمٰن صوماً » أي صمتاً ، فاحفظوا ألسنتكم وغضّوا أبصاركم ولا تحاسدوا ولا تنازعوا » (١) وهو أحد العبادات التي تساعد على التكافل والتراحم والتي تساعد علىٰ تعميق العلاقات الانسانية التي يتحرك من خلالها الانسان مطمئناً يشعر بالاخاء والتآزر والتعاطف.
والحج عبادة لها آثارها الايجابية علىٰ سلامة الانسان السلوكية والنفسية والروحية ، وهو يمنح الانسان فرصة جديدة لتجاوز الانحرافات والآثام السابقة ، والبدء بحياة جديدة تغمرها الاستقامة والخلق الرفيع ، قال الامام
_______________________
(١) الكافي : ٤ / ٨٩.