علي بن الحسين عليهالسلام : « حجّوا واعتمروا تصحّ أبدانكم وتتسع أرزاقكم ، وتكفون مؤونات عيالكم... الحاج مغفور له وموجب له الجنة ، ومستأنف له العمل ، ومحفوظ في أهله وماله » (١).
والعبادات المالية كالزكاة والخمس تخلق التوازن بين الطبقات وتعمق الأواصر الاجتماعية كالتآلف والتآزر والتعاون ، وتهيء الأجواء التربوية والنفسية المانعة من الانحراف بسبب الفقر والحرمان ، والمانعة من الأمراض النفسية الناجمة من عدم اشباع الحاجات الأساسية للانسان.
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يجمع الطاقات لتنطلق في الاصلاح والتغيير وقلع جذور الفساد والانحراف واشاعة الأخلاق الكريمة والصفات النبيلة ، فيتكافل الجميع في المسؤولية التربوية ، فيكون الفرد رقيباً علىٰ ممارسات المجتمع ، ويكون المجتمع رقيباً علىٰ ممارسات الفرد ، وبهذه المسؤولية تتحقق خطوات المنهج التربوي في الواقع بأسرع الأوقات ، وبأقلها عناءً وكلفة.
والمنهج الاجتماعي له الدور الكبير في انجاح سير وحركة المنهج التربوي ، فقد وضع أهل البيت عليهمالسلام برنامجاً واقعياً في العلاقات داخل الأسرة ، فلكل فرد من أفرادها حقوق وواجبات يتربىٰ من خلالها الانسان علىٰ الأخلاق الكريمة ليكون عنصراً فعّالأ في المجتمع يأمن من خلالها المجتمع من ممارسة الانحراف والانحطاط والرذيلة والجريمة.
والمنهج الاقتصادي يهيء الأجواء المناسبة لانجاح المنهج التربوي ، ويمنع من الانحراف الأخلاقي الناجم عن الفقر والحرمان والاستغلال والظلم الاقتصادي ، ويوازن بين الطبقات ليحقق التآلف ويمنع من الفقر ومن الثراء الفاحش اللذين
_______________________
(١) الكافي : ٤ / ٢٥٢.