والاعتماد على الخالق ويوجد عنده الوازع الديني الذي يحميه من اقتراف الآثام ) (١).
والايمان بالله حاجة ضرورية ، وفي هذا الصدد قال باسكال : ( كل شيء غير الله لا يشفي لنا غليلاً ) (٢).
ويرى الفيلسوف المعاصر الدوس هكسلي انّه ( لا تستريح البشرية حتىٰ يتجرّد الانسان من عوائقه ونزعاته ، ولا يكون متجرّداً إلّا إذا ارتبط برباط آخر ألا وهو الله ) (٣).
ويرىٰ عالم النفس السويسري كارل يونج ( ان انعدام الشعور الديني يسبب كثيراً من مشاعر القلق والخوف من المستقبل ، والشعور بعدم الأمان ، والنزوع نحو النزعات المادية البحتة ، كما يؤدي إلىٰ فقدان الشعور بمعنىٰ ومغزىٰ هذه الحياة ، ويؤدي ذلك إلى الشعور بالضياع ) ، وقد استخدم هذا العالم الدين في علاج كثير من مرضاه النفسيين (٤).
وهذه المشاعر وما يرافقها من نزوع نحو النزعات المادية هي أساس الانحراف الفكري والعاطفي والسلوكي وأساس الشرور والآثام ، ولا وقاية إلّا بالايمان بالله تعالىٰ ، ولا علاج إلّا بتعميق الايمان في النفوس.
_______________________
(١) قاموس الطفل الطبي : ص ٢٩٤.
(٢) دائرة معارف القرن العشرين : ١ / ٤٨٢.
(٣) نحو إنسانية سعيدة / الدكتور محمد المبارك : ص ١٣٥ ، دار الفكر ، بيروت ، ١٣٨٩ ه.
(٤) دراسات في تفسير السلوك الانساني / الدكتور عبدالرحمن العيسوي : ص ١٩٣ ، دار الراتب الجامعية ، بيروت ، ١٤١٩ ه.