رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وحديث رسول الله قول الله عزّوجلّ » (١).
وعن سماعة عن أبي الحسن موسىٰ عليهالسلام قال : قلت له : أكلُّ شيء في كتاب الله وسنة نبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ؟ أو تقولون فيه ؟ قال : « بل كلّ شيء في كتاب الله وسنّة نبيّه » (٢).
وعلى ضوء ما تقدّم يمكن القول : ان منهج أهل البيت عليهمالسلام التربوي هو منهج رباني بمعنى انه موضوع من قبل ربّ الانسان وخالقه وليس من وضع الانسان ، فقد وضعه من له احاطة تامة بالعالم كلّه وبالأرض كلّها وبالناس كلّهم ؛ يعلم سكنات النفس وما تخفي الصدور ، وهو سبحانه وتعالىٰ أودع الغرائز والرغبات في الإنسان ، ولذلك فهو أعلم بكيفية اشباعها وبكيفية التوازن بينها ، فيكون المنهج التربوي الموضوع من قبله تعالىٰ كاملاً لا نقص فيه ولا ضعف ، فيستجيب له الانسان مطمئناً بأنّه المنهج الأمثل في التربية ، أمّا المناهج الوضعية فهي صادرة من البشر الذي يتصف بالضعف وعدم الاحاطة التامة بالحياة ، ويتصف بمحدودية فكره وكثرة أخطائه اضافة إلىٰ تحكم الأهواء به ، فتكون ناقصة وقابلة للتبدّل والتغيّر لتغيّر آراء وتصورات واضعيها.
والإنسان بانتسابه إلىٰ العقيدة الربانية يرىٰ نفسه مرتبطاً بالمطلق العليم الحكيم المهيمن ، وهذه الرؤية تجعله مرتبطاً بغاية وهدف ، فلا عبث ولا لهو ؛ بل تكون جميع أفكاره وعواطفه وإرادته متجهة نحو المطلق ، ويستتبعها سلوكه في نفس الاتجاه ، فيبتعد الإنسان عن التخبّط والتغيّر السلبي والمزاجية والتمزّق والصراع النفسي ، ويستقيم علىٰ منهج واحد في عقيدته وعواطفه وسلوكه.
_______________________
(١) الكافي : ١ / ٥٣.
(٢) المصدر السابق نفسه : ١ / ٦٢.