وهذه الأحاديث تدل دلالة واضحة علىٰ عصمة أهل البيت عليهمالسلام بمعنىٰ اندكاكهم الكامل بالقرآن فلا افتراق ولا اختلاف عنه ، فما يصدر منهم صادر عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عن الله تعالى ، وبعبارة اُخرىٰ انّ منهجهم هو منهج الله تعالىٰ ، ولهذا يصح القول بأنّ منهجهم ربانيّ ، كما تدلّ أحاديثهم الشريفة على ذلك أيضاً.
قال أمير المؤمنين عليهالسلام : « انّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أدّبه الله وهو أدّبني ، وأنا أؤدّب المؤمنين ، وأورث الآداب المكرمين » (١).
وقال الإمام جعفر الصادق عليهالسلام : « والله ما نقول بأهوائنا ، ولا نقول برأينا ، ولا نقول إلّا ما قال ربّنا » (٢).
وقال عليهالسلام : « لو كنّا نحدث الناس أو حدّثناهم برأينا لكنّا من الهالكين ، ولكنّا نحدّثهم بآثار عندنا من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم » (٣).
وسأله رجل عن مسألة فأجابه فيها ، فقال الرجل : أرأيت إن كان كذا وكذا ما يكون القول فيها ؟ قال له : « مه ، ما أجبتك فيه من شيء فهو عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لسنا من ( أرأيت ) في شيء » (٤).
ووضّح عليهالسلام سلسلة الحديث ومصادرها فأرجعها إلىٰ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وإلى الله تعالى فقال : « حديثي حديث أبي ، وحديث أبي حديث جدّي ، وحديث جدّي حديث الحسين ، وحديث الحسين حديث الحسن ، وحديث الحسن حديث أمير المؤمنين ، وحديث أمير المؤمنين حديث
_______________________
(١) تحف العقول / الحرّاني : ص ١١٤.
(٢) و (٣) بحار الأنوار / المجلسي : ٢ / ١٧٣.
(٤) الكافي : ١ / ٥٨.