١٩ ـ وما ورد في احتجاج أُمّ سلمة على عائشة من قولها : كنت أنا وأنت مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في سفر له ، وكان عليّ يتعاهد نعلي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فيخصفهما ، ويتعاهد أثوابه فيغسلها ، فنقبت له نعلٌ فأخذها يومئذٍ يخصفها ، وقعد في ظلّ شجرة ، وجاء أبوك ومعه عمر فاستأذنا عليه ، فقمنا إلى الحجاب ، ودخلا يحادثانه فيما أرادا ، ثمّ قالا : يا رسول الله إنّا لا ندري قدر ما تصحبنا فلو أعلمتنا من يستخلف علينا ليكون لنا بعدك مفزعاً ، فقال لهما : «أما إنّي قد أرى مكانه ، ولو فعلت لتفرّقتم عنه كما تفرّقت بنو إسرائيل عن هارون بن عمران» ، فسكتا ثمّ خرجا ، فلمّا خرجنا إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قلت له ـ وكنتِ أجرأ عليه منّا ـ : من كنت يا رسول الله مستخلفاً عليهم؟ فقال : «خاصف النعل». فنزلنا فلم نر أحداً إلاّ عليّا ، فقلت : يا رسول الله : ما أرى إلاّ عليّا ، فقال : «هو ذاك». فقالت عائشة : نعم أذكر ذلك. أعلام النساء (١) (٢ / ٧٨٩).
٢٠ ـ وما روي من خطبة لعائشة خطبتها بالبصرة : أيّها الناس ، والله ما بلغ ذنب عثمان أن يُستحلّ دمه ، ولقد قتل مظلوماً ، غضبنا لكم من السوط والعصا ولا نغضب لعثمان من القتل؟ وإنّ من الرأي أن تنظروا إلى قتلة عثمان فيقتلوا به ، ثمّ يردّ هذا الأمر شورى على ما جعله عمر بن الخطّاب. فمن قائلٍ يقول : صدقتِ. وآخر يقول : كذبتِ ، فلم يبرح الناس يقولون ذلك حتى ضرب بعضهم وجوه بعض.
قال الأميني : كضرب هذه الأحاديث بعضها وجوه بعض. أعلام النساء (٢) (٢ / ٧٩٦).
٢١ ـ وما عن حذيفة رضى الله عنه قال : قالوا : يا رسول الله لو استخلفت علينا. قال : إن أستخلف عليكم خليفة فتعصوه ينزل بكم العذاب. قالوا : لو استخلفت علينا
__________________
(١) أعلام النساء : ٣ / ٣٨.
(٢) أعلام النساء : ص ٤٦.