الرُّؤْيا) معناه : ناديناه والواو حشو على ما ذكر سيبويه النحوي» هكذا ذكر الخليل تلميذه سيبويه (١) ونسب رأيا له ولا ضير في أن يذكر الأستاذ تلميذه ، ولهذا فذكر الخليل لقطرب لا يدعو إلى الدهشة إذا تأكد لنا حرص قطرب على العلم والتبكير إليه وشغفه به ، فليس من المعقول أن يعيش بالبصرة في تلك الفترة ولا يقابل الخليل أو لا يأخذ منه شفاهة ولهذا نجد ابن خلكان يقول عن قطرب إنه «أخذ الأدب عن سيبويه وعن جماعة من العلماء البصريين» (٢) ترى من هم هؤلاء العلماء؟ لا ندري!!! وأيضا لا ندري لم سرّ هذا التجاهل لتلك العلاقة العلمية المنطقية؟ وإذا كان أبو محمد اليزيدي بن المغيرة العدوي قد توفي متزامنا مع قطرب كما يذكر ابن خلكان سنة ٢٠٢ ه (٣) ولكنه «أخذ عن الخليل من اللغة أمرا عظيما وكتب عنه العروض في ابتداء وضعه له» (٤) ، أقول إذا كان «اليزيدي» تتلمذ على يد الخليل وأخذ عنه من اللغة أمرا عظيما ، بل عاش معه فترة اكتشافه لعلم العروض ، وكانت وفاته متزامنة مع قطرب. أفلا يكون الأمر مثيرا إن تجاهلت كتب التراجم شأن تلك العلاقة المفترضة بين الخليل وقطرب؟!
(ج) من الملاحظ أن قطربا قد اهتم ببعض الموضوعات التي اهتم بها الخليل ، فتذكر كتب التراجم (٥) أن له كتاب القوافي وكتاب العلل في النحو ، والخليل كان من أوائل النحاة الذين اهتموا باللغة إن لم يكن أولهم على الإطلاق. يقول أبو القاسم الزجاجي (٦) : «وذكر بعض شيوخنا أن الخليل بن أحمد ـ رحمه الله ـ سئل عن العلل التي يعتلّ بها في النحو ،
__________________
(١) وانظر رأي سيبويه في الكتاب ٣ / ١٦٣ وقد علق سيبويه على الآية : وناديناه أن ... قائلا : كأنه قال جلّ وعزّ : ناديناه أنّك قد صدقت الرؤيا يا إبراهيم».
(٢) وفيات الأعيان ٤ / ٣١٢.
(٣) السابق ٧ / ١٨٩.
(٤) السابق ٧ / ١٨٤.
(٥) الأعلام ٧ / ٩٥ وفيات الأعيان ٤ / ٣١٢.
(٦) الإيضاح في علل النحو تحقيق الدكتور مازن المبارك انظر ص ٦٥.