(أين وكيف وليت وإنّ وحيث) وأشباه ذلك فاعرف موضعها».
ولعلنا لا نحتاج بعد ذلك إلى شيء يؤكد أن سيبويه قد أخذ عن الخليل هذه القاعدة ونقل عنه هذا المصطلح وإن لم يشر إلى ذلك.
وكلام سيبويه عن (قط) الوارد في قوله (١) «وكذلك قط وحسب (تضمان) إذا أردت ليس إلا ، وليس إلا إذ ، وذا بمنزلة (قط) إذا أردت الزمان ، لما كنّ غير متمكنات فعل بهن ذا ، وحرّكوا (قط وحسب) بالضمة لأنهما غايتان. فحسب للانتهاء ، وقط كقولك : مذ كنت» فإن القول السابق يتشابه مع ما ورد عند الخليل في منظومته حينما يقول عن (قط) (٢) :
فإذا أردت بها الزمان فرفعها |
|
أهيأ وأتقن في الكلام وأصوب |
لم يحمني قطّ ابن أميّ في الوغى |
|
يوم الكريهة والفوارس تسلب |
من حيث القاعدة ، وإن اختلف التمثيل والأداء بالنظم :
وقد نقل سيبويه على لسان الخليل نصا يذكر فيه الخليل مصطلح الغاية صراحة مع تكراره أربع مرات مع أن النص قصير جدا يقول سيبويه (٣) : «اعلم أن (حتى) تنصب على وجهين» :
فأحدهما : أن تجعل الدخول غاية لمسيرك ، وذلك قولك : (سرت حتى أدخلها) ، كأنك قلت : سرت إلى أن أدخلها ، فالناصب للفعل هنا هو الجار للإسم إذا كان غاية. فالفعل إذا كان غاية نصب ، والاسم إذا كان غاية جر. وهذا قول الخليل.
وسيبويه الناقل الأمين لفكر الخليل ومصطلحاته يثبت بذلك استخدام الخليل لمصطلح (الغاية) في (الكتاب).
وقد ذكر مصطلح (الغاية) لدى سيبويه في موضع آخر من الكتاب حينما
__________________
(١) الكتاب ٣ / ٢٨٦.
(٢) المنظومة البيتان ١٨٧ ، ١٨٨.
(٣) الكتاب ٣ / ١٧ ، وانظر الكتاب ٣ / ٢٠ فقد أتى الخليل بنموذج ل (حتى) التي ليست للغاية وذكر (الغاية) مرتين أخريين.