بل إنه ينص صراحة على أن النعوت تابعة في قوله (١) :
وحروف كان وليس فاعلم ترفع ال |
|
أسما وتتبعها النعوت فتذهب |
ولم يقتصر استخدام الخليل لهذا المصطلح في المنظومة ، بل استخدمه في كتابه الجمل متكررا حيث قال (٢) : «والنصب من نعت النكرة تقدم على الاسم تقول : هذا ظريفا غلام ، وهذا واقفا رجل. قال الشاعر (٣) :
وتحت العوالي والقنا مستظلة |
|
ظباء أعارتها العيون الجآذر |
نصب (مستظلة) ؛ لأنه نعت (ظباء) تقدّم ... إلخ»
لم يتوقف ذكر الخليل لمصطلح النعت على (المنظومة) أو كتاب (الجمل) بل إنه ذكر في الكتاب مقصودا به (النعت) يقول الدكتور (جعفر نايف عبابنه) (٤) : «النعت ، ويعني به الصفة قال سيبويه : «وتقول يا أيها الرجل وزيد الرجلين الصالحين ـ ، من قبل أن رفعهما مختلف أي رفع الرجل وزيد وذلك أن زيدا على النداء ، والرجل نعت يعني صفة لأي» ولو كان بمنزلته أي لو كان زيد بمنزلة الرجل لقلت : يا زيد ذو الجمّة كما تقول : يا أيها الرجل ذو الجمة. وهو قليل» (الخليل).
فسيبويه يشير إلى قول الخليل : «الرجل نعت» ، وإذا كان ذكر ذلك صراحة واعترف الدكتور جعفر بذلك ، فإن المصطلح إذن يكون بصريا ، وقد
__________________
(١) المنظومة البيت ٦٢.
(٢) الجمل ٧٥. ٧٦ حيث تكرر في الصفحتين خمس مرات.
(٣) قائلة ذو الرمة ، وقد ورد في الكتاب لسيبويه منسوبا ٢ / ١٢٢ ، ١٢٣ شرح المفصل ٢ / ٦٤ ، (عوالي القنا) صدورها ، (العوالي) جمع عالية وهي أعلى الهودج. (القنا) عيدان الهوادج (الظباء) جمع ظبية (الجآذر) جمع جؤذر ، وهو ولد البقرة الوحشية ، والمعنى أنه يصف نسوة سبين فصرن تحت عوالي الرماح وفي حوزتها.
(٤) مكانة الخليل في النحو العربي ص ١٦٣ وانظر الكتاب ٢ / ١٩٥ وقد أضاف المحقق الأستاذ عبد السّلام عارون نصّا في الهامش للسيرافي يذكر فيع النعت صراحة ، وقد نقله الدكتور جعفر عبابنة على أنه تفسير لنص الخليل دون أن يشير إلى زنه نص السيرافي ، حتى الإشارة إلى الصفحة في كتاب سيبويه خطأ في طبعة بولاق الت استخدمتها.