ورد المصطلح أيضا على لسان سيبويه كثيرا (١). كما ذكره السيرفي وغيره من النحاة البصريين ، وإذا كان الأمر كذلك ، فليس من الصحيح أن يناقض الدكتور جعفر نفسه فيقول بعد خمس عشرة صفحة فقط ما يلي (٢) : «على أن تلك المصطلحات الكوفية لم يعش منها إلا القليل نحو : النعت والنسق والأدوات» فهل نسي الدكتور ما قاله قبل قليل؟ وهل تجاهل ما ورد عند سيبويه الذي كرّر المصطلح عشرات المرات ، بل ربما أكثر من ذلك في كتابه؟ إذا كنا نلتمس له العذر في نسبته لمصطلح (النسق) على أنه كوفي لخطأ شاع وعدم اطلاعه على كتاب (الجمل) للخليل أو عدم قراءته للمنظومة ، فكيف نلتمس له العذر فيما ذكره ثم نسيه أو غفل عنه بعد قليل؟
إذن ، فليس هذا المصطلح كوفيا كما قيل ، وربما كان الكوفيون أكثر استخداما للمصطلح لكن المصطلح بصري المولد والاستخدام ، والكوفيون تلاميذ في مدرسة البصرة أخذوه عنهم ، فليس كل مستخدم للشيء مبدعا له ، يقول الدكتور ابراهيم السامرائي (٣) : إن سيبويه قد استعمل (النعت) الذي التزم به الكوفيون ، والذي أراه أن (النعت) قد عرفه البصريون الأوائل فاقتبسه الكوفيون والتزموا به. وكما وجد النعت في كتاب سيبويه وجد كذلك في آثار البصريين عامة كالمبرد والزجاجي وابن السراج».
ومنطلقا من استخدام الخليل سيبويه ونحاة المدرسة البصرية على كثرتهم لهذا المصطلح ، وكذلك منطلقا من كلام الدكتور ابراهيم السامرائي نرفض كلام الدكتور مهدي المخزومي الذي تعاطف مع المدرسة الكوفية إلى درجة كبيرة حيث يقول (٤) : «النعت من اصطلاح الكوفيين ، وربما قاله بعض
__________________
(١) على سبيل المثال انظر الكتاب الجزء الأول من ص ٤٢١ ـ ٤٢٣ فقد تكرر مصطلح النعت أكثر من عشر مرات ، وذكر لدى السيرافي في هامش كتاب سيبويه ٢ / ١٩٥.
(٢) مكانة الخليل في النحو العربي ١٧٨.
(٣) المدارس النحوية ١٣٥.
(٤) مدرسة الكوفة ٣١٤.