وروي عن سفيان الثوري أنّه قال : جابر الجعفي صدوق في الحديث الا أنّه كان يتشيّع ، وحكى عنه أنّه قال : ما رأيت أورع بالحديث من جابر (١).
نصر بن الصبّاح قال : حدّثني اسحاق بن محمّد البصري ، قال : حدّثنا محمّد بن منصور ، عن محمّد بن اسماعيل ، عن عمرو بن شمر ، قال : قال : أتى رجل الى جابر بن يزيد فقال له جابر : تريد أن ترى أبا جعفر عليهالسلام؟ قال : نعم ، قال : فمح على عيني فمررت وأنا أسبق الريح حتّى صرت الى المدينة ، قال : فبينا أنا كذلك متعجّب اذ فكّرت فقلت : ما أحوجني الى وتد أتده فاذا حججت عاماً قابلاً نظرت ههنا هو أم لا ، فلم أعلم الا وجابر بين يديّ يعطيني وتداً ، قال : ففزعت ، فقال : هذا عمل العبد باذن الله فكيف لو رأيت السيّد الأكبر. قال : ثمّ لم أره.
قال : فمضيت حتّى صرت الى باب أبي جعفر عليهالسلام فاذا هو يصيح بي : « أدخل لا بأس عليك » فدخلت فاذا جابر عنده ، قال : فقال لجابر : « يا نوح غرّقتهم أوّلاً بالماء وغرّقتهم آخراً بالعلم ، اذا كسرت فاجبره » (٢) قال : ثمّ قال : « مَن أطاع الله اُطيع ، أيّ البلاد أحبّ اليك؟ » قال : قلت : الكوفة ، قال : « بالكوفة فَكُنْ » قال : سمعت
__________________
١ ـ رجال الكشّي : ١٩٥ / ٣٤٦. واُنظر تهذيب الكمال ٤ : ٤٦٥ / ٨٧٩ ، وميزان الاعتدال ٢ : ١٠٣ / ١٤٢٧ وفيهما : عن شعبة : جابر صدوق في الحديث ، وعن سفيان : كان جابر ورعاً في الحديث ما رأيت أورع في الحديث منه.
٢ ـ في المصدر : فاجبر.