وقد قدّم في الأحول عن حمدويه ، قال : حدّثني محمّد بن عيسى بن عبيد ويعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي العبّاس البقباق ، عن أبي عبدالله عليهالسلام نحو ذلك (١) ، وهو سند صحيح معتبر.
وقدّم أيضاً في أبي بصير ليث بن البختري المرادي : حدّثني حمدويه بن نصير ، قال : حدّثنا يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن جميل بن درّاج ، قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام يقول : « بشّر المخبتين بالجنّة : بريد بن معاوية العجلي وأبو بصير ليث بن البختري المرادي ومحمّد بن مسلم وزرارة ، أربعة نجباء ، اُمناء الله على حلاله وحرامه ، لولا هؤلاء انقطعت آثار النبوّة واندرست » (٢).
ولايخفى أنّ ما تضمّن القدح لايخلو سنده من شيء ، ويمكن أن يكون الوجه فيه الشفقة عليهم والترغيب لهم في الإحتياط في الفتوى والإخفاء عن أهل الخلاف والترهيب عن خلاف ذلك ، ويأتي ان شاء الله في الكتاب ما يؤكّد المدح والتوثيق ويزيده وضوحاً على التحقيق.
وفي جش : بريد بن معاوية أبو القاسم العِجْلي ، عربي ، روى عن أبي عبدالله وأبي جعفر عليهماالسلام ، ومات في حياة أبي عبدالله عليهالسلام ، وجه من وجوه أصحابنا ، وفقيه أيضاً ، له محلّ عند الأئمّة عليهمالسلام ، قال أحمد بن الحسين : انَّه رأى له كتاباً يرويه عنه عليّ بن عُقبة بن
__________________
١ ـ رجال الكشّي : ١٨٥ / ٣٢٦.
٢ ـ رجال الكشّي : ١٧٠ / ٢٨٦.