حاجتك (١)؟ قالت : تجعل رزقي في الفواكه ، قال : لك ذلك.
ثم ميز الجواري والغلمان بأن أمرهم أن يغسلوا وجوههم وأيديهم ، فجعلت الجارية تأخذ الماء من الآنية بإحدى يديها ثم تجعله على اليد (٢) الأخرى ، ثم تضرب به الوجه ، وجعل الغلام كلما أخذ من الآنية يضرب به وجهه ، وكانت الجارية تصب الماء صبا والغلام يحدر (٣) الماء على يديه حدرا ، فميز بينهما (٤) بذلك.
ثم رد سليمان الهدية كما قال الله تعالى (٥) : (فَلَمَّا جاءَ سُلَيْمانَ قالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمالٍ فَما آتانِيَ اللهُ خَيْرٌ) ـ من الدين والنبوة والحكمة والملك ـ (مِمَّا آتاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ)(٦) لأنكم أهل مفاخرة بالدنيا ومكاثرة بها تفرحون بإهداء بعضكم إلى بعض ، وأما أنا فلا أفرح بها وليست الدنيا من حاجتي ، لأن الله تعالى قد مكنني فيها ، وأعطاني منها ما لم يعط أحدا (٧) ، ومع ذلك أكرمني بالدين والنبوة.
ثم قال للمنذر بن عمرو ، أمير الوفد (٨) ، ارجع إليهم بالهدية (فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِها ـ) ـ لا طاقة لهم بها ـ (وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْها) ـ أي من أرضهم وبلادهم وهي سبأ ـ (أَذِلَّةً وَهُمْ صاغِرُونَ) (٣٧) (٩) ذليلون إن لم يأتوني مسلمين.
فلما رجعت رسل (١٠) بلقيس إليها قالت : قد عرفت والله ما هذا بملك وما لنا من طاقة ، فبعثت (١١) إلى سليمان أني قادمة عليك بملوك قومي أنظر ما أمرك وما تدعو إليه من دينك.
[٣٢ / ب] ثم أمرت بعرشها في آخر سبعة أبيات بعضها في بعض في آخر / / قصر من
__________________
(١) ما حاجتك أ د : ما تريدين ب ج ه / / قال : لك ذلك أ د : فقال لها ذلك لك ب : فقال لك ذلك ج ه.
(٢) على اليد أ ب ج د : ـ ه.
(٣) يحدر : حدر الشيء ويحدره حدرا وحدورا فانحدر : حطه من علو إلى سفل ، ينظر : ابن منظور ، لسن ٤ / ١٧٢.
(٤) بينهما ب : بينهم أ ج د ه.
(٥) تعالى أ ج د ه : + عنه ب.
(٦) النمل : [٣٦].
(٧) يعط أحدا أ ج د ه : يعطه لأحد ب.
(٨) أمير الوفد أ ج د ه : أمير القوم ب.
(٩) النمل : [٣٧].
(١٠) رسل أ ج د ه : رسول ب / / وما لنا أ ج د ه : ولا لنا ب.
(١١) فبعثت أ ج د ه : ثم بعثت ب.