قالوا : هذا ممن دخل الصخرة ، ويغسل (١) آثار أقدامهم بالماء ، ويمسح بالآس الأخضر ، وتنشف بالمناديل ، وتغلق الأبواب ، وعلى كل باب عشرة من الحجبة ، ولا يدخل (٢) إلا يوم الاثنين والخميس ، ولا يدخلها في غيرهما إلا الخدم (٣)(٤).
وعن أبي بكر بن الحارث ، رضياللهعنه ، قال : كنت أسرجها في خلافة عبد الملك كلها باللبان المديني والزئبق الرصاصي قال : وكانت الحجبة يقولون له : يا أبا بكر مر لنا بالقنديل (٥) ندهن به ونتطيب به فكان يجبهم إلى ذلك ، وكان يفعل بها ذلك في أيام خلافة عبد الملك بن مروان كلها (٦).
قال الوليد : وحدثنا عبد الرحمن بن محمد بن منصور بن ثابت قال : حدثني أبي عن أبيه عن جده قال : كان في السلسلة (٧) التي في وسط القبة على الصخرة درة يتيمة (٨) وقرنا كبش إبراهيم وتاج كسرى معلقات في أيام عبد الملك بن مروان ، فلما صارت الخلافة إلى بني هاشم حولوها إلى الكعبة ، حرسها الله تعالى (٩).
وكان الفراغ من عمارة قبة الصخرة والمسجد الأقصى في سنة ٧٣ (١٠) من الهجرة (١١)(١٢) وهي السنة التي قتل فيها عبد الله بن الزبير ، وكان من خبره : أن عبد الملك بن مروان لما صفا له الوقت وثبت أمره في الخلافة بعث الحجاج بن يوسف الثقفي إلى حرب عبد الله بن الزبير بمكة ، فأتى الحجاج الطائف فأقام (١٣) بها شهرا ، ثم زحف إلى مكة وحاصر ابن الزبير في هلال ذي القعدة سنة ٧٢ ، ودام الحصار حتى غلت الأسعار ، وأصاب الناس مجاعة ، وزاد الحجاج في الحصار والقتال ، ورمى الكعبة بالمنجنيق ، فلما رمى به أرعدت السماء وأبرقت ، وجاءت
__________________
(١) ويغسل أ ج ه : ثم يغسل ب : ـ د / / ويمسح أ ج ه : وتمسح ب : ـ د.
(٢) ولا يدخل أ : ولا تفتح ب : ولا تدخل ج ه : ـ د.
(٣) ينظر : السيوطي ، إتحاف ١ / ٢٤٣.
(٤) الخدم ب : الخادم أ : الخدام ج ه : ـ د.
(٥) بالقنديل أ : بقنديل ب ج ه : ـ د.
(٦) ينظر : السيوطي ، إتحاف ١ / ٢٤٥.
(٧) في السلسلة ب ج ه : ـ أ د.
(٨) يتيمة أ ج : ثمينة ب : ـ د ه.
(٩) ينظر : السيوطي ، إتحاف ١ / ٢٤٤.
(١٠) سنة ٧٣ أ : سنة ثلاث وسبعين ب ج : سنة ٩٣ ه : ـ د.
(١١) ٧٣ ه / ٦٩٢ م.
(١٢) الهجرة أ : + الشريفة ب ج ه : ـ د.
(١٣) فأقام أ ب ج : وأقام ه : ـ د / / وحاصر أ : فحاصر ب ج ه : ـ د.