الملك. وكذا قال أبو المعالي المشرف.
قال صاحب (مثير الغرام) : أتيت إلى زيارة القدس والشام ولكن رأيت قديما بالحائط الشمالي فوق الباب الذي يلي باب الدويدارية من داخل السور بلاطة فيها طول المسجد وعرضه. وذلك مخالف لما ذكرناه فالذي فيها أن طوله سبعمائة ذراع وأربعة (١) وثمانون ذراعا وعرضه أربعمائة وخمسة وخمسون (٢) ذراعا. قال : ووصف فيها الذراع ، لكني لم أتحقق ذلك هل هو الذراع المذكور أم غيره لتشعث الكتابة ، قال : وقد ذرع بالحبال طوله وعرضه (٣) في وقتنا هذا ، فجاء قدر طوله من الجهة الشرقية ستمائة ذراع وثلاثة وثمانين ذراعا ومن الغربية ستمائة وخمسين ذراعا ، وجاء قدر عرضه أربعمائة وثمانية وثلاثين ذراعا خارجا عن عرض سوره (٤) انتهى.
وأما طوله وعرضه في عصرنا هذا ـ وهو أواخر سنة تسعمائة ـ فسأذكرهما مستوفيا فيما بعد عند ذكر صفة المسجد الأقصى وما هو عليه في عصرنا ، فأذكر طوله من جهة القبلة إلى جهة الشمال ، وعرضه من جهة المشرق (٥) إلى جهة الغرب وكذلك داخل الجامع الأقصى من عند المحراب للمنبر إلى باب الدخول له وعرضه وصحن الصخرة الشريفة وارتفاع القبة واستوفى ذكر ذلك طولا وعرضا بذراع العمل الذي تذرع به الأبنية في عصرنا ، وأحرر ذلك حسب الإمكان إن شاء الله تعالى.
ومما وجد في بيت المقدس على بعض الصخرات ما نقله أبو سليمان الخطابي (٦) في كتابه : «العزلة عن ذي النون» (٧) أنه قال :/ / وجدت صخرة ببيت المقدس عليها أسطر (٨) محيت فترجمتها فإذا عليها مكتوب : كل عاص مستوحش ،
__________________
(١) وأربعة «لغة» : وأربع أ ب ج ه : ـ د / / أربعمائة أ ج ه : أربعمائة ذراع ب : ـ د.
(٢) وخمسون أ ج ه : وستون ب : ـ د / / لكني لم ب ج ه : ـ د.
(٣) طوله وعرضه أ ج ه : عرضه وطوله ب : ـ د.
(٤) ينظر : المقدسي ، مثير ١٧٥ ـ ١٧٦.
(٥) جهة المشرق وإلى جهة المغرب أ : جهة الشرق والغرب ب ه : جهة الشرق إلى جهة الغرب ج : ـ د.
(٦) أحمد بن محمد بن إبراهيم بن الخطاب البستي ، أبو سليمان ، فقيه ، محدث من بلاد كابول ، له : معالم السنن ، وغريب الحديث ، مات سنة ٣٨٨ ه / ٩٩٨ م. ينظر : السمعاني ١ / ٣٤٩ ؛ اليافعي ٣ / ٤٣٥ ؛ البغدادي ، هداية ٥ / ٥٩ ؛ الزركلي ٢ / ٢٧٣.
(٧) ينظر : البغدادي ، هداية ٥ / ٥٩.
(٨) أسطر أ ج ه : + مكتبته ب : ـ د / / محيث أ ج ه : فحيث ب : ـ د / / فترجمتها أ ج ه : ترجمها ب : ـ د.