راهب ما أول الدخول في العبادة؟ قال : الجوع ، قلت : وما دليل ذلك؟ قال : لأن الجسد خلق من تراب والروح من ملكوت السماء (١) ، فإذا شبع الجسد ركن إلى الأرض ، وإذا لم يشبع اشتاق إلى الملكوت ، قلت : ما سبب الجوع؟ قال : ملازمة الذكر والخضوع (٢).
وأبو عبد الله حصين ، خرج من شيراز (٣) إلى مكة ، ثم إلى بيت المقدس ، ثم دخل الشام ، رحمه الله.
وقاسم الزاهد (٤) قال : رأيت راهبا على باب بيت المقدس ، كالولهان لا يرقأ له دمع فهالني أمره فقلت : يا أيها الراهب أوصيني وصية أحفظها عنك ، فقال : كن كرجل احتوشته السباع والهوام فهو خائف مذعور يخاف أن يسهو فتفترسه أو يلهو فتنهشه ، فليله ليل مخافة إذا أمن فيه المغترون ونهاره نهار حزن إذا فرح فيه البطالون / / ثم ولى وتركني فقلت : لو زدتني شيئا عسى الله أن ينفعني به ، فقال : يا هذا إن الظمآن يكفيه من الماء يسيره (٥).
ومحمد بن حاتم بن محمد بن عبد الكريم الطائي (٦) أبو الحسن الطوسي ، تفقه على إمام الحرمين ، وكان صدوقا فقيها خيرا (٧) صوفيا. دخل بيت المقدس وسمع به الحديث.
أبو محمد عبد الله بن الوليد بن سعد بن بكر الأنصاري (٨) ، الفقيه المالكي ، سكن مصر وروى بها الحديث (٩) عن أبي محمد عبد الله بن أبي زيد القيرواني (١٠) وغيره ، قال ابن الوليد : أنبأنا أبو محمد بن أبي زيد قال : جماع من آداب الخير
__________________
(١) السماء أ ج ه : السموات ب : ـ د.
(٢) ينظر : المصدر نفسه ، مثير ٣٦٠.
(٣) شيراز : بلد عظيم مشهور ، وهو قصبة بلاد فارس ، في وسط بلاده ، ينظر : ابن خرداذبة ٤٤ ؛ ياقوت ، معجم ٣ / ٤٣١ ـ ٤٣٢ ؛ البغدادي ، مراصد ٢ / ٨٢٤.
(٤) ينظر : المقدسي ، مثير ٣٦١.
(٥) يسيره مثير : أيسره أ ب ج ه : ـ د.
(٦) ينظر : المقدسي ، مثير ٣٦٥.
(٧) فقيها خيرا أ ج ه : خبيرا فقيها ب : ـ د.
(٨) ينظر : المقدسي ، مثير ٣٦٥.
(٩) الحديث أ ج ه : ـ ب د.
(١٠) ينظر : كحالة ٦ / ٧٣ والسند غير منقول بكامله عن مثير ، والسند الصحيح هو : «عن أبي محمد عبد الله بن أبي زيد القيرواني وأبي الحسن علي بن محمد بن خلف القابسي وغيرهما» ، ينظر : المقدسي ، مثير ، ٣٦٥.