لكي تسعى لمعاشك وتعد السنوات وتفقه الحساب.
إذا كل شيء منظم ، مقدر ومدبر والذي دبر شؤون الليل والنهار ونظمها ، فصل لنا القول فيها تفصيلا.
فيخرج البشر عن هذا النظام؟ كلا. بل هو الآخر محكوم بسعيه ، حيث يكتب في صحيفة عمله المعلقة بعنقه. كل فعاله ليلقى كتابه منشورا يوم القيامة.
ويقال له اقرأ كتاب وحاسب نفسك فأنت الذي تدين نفسك بنفسك لو كنت خاطئا (١٢).
الهدي بسعيك والضلالة من عندك ، ولا أحد يتحمل وزر الآخرين ، ولا يبدر الرب عباده بالعذاب ان ضلوا حتى ينذرهم برسول ، وهكذا حين يحين ميعاد هلاك قرية يبعث في أمها رسولا ينذر مترفيهم وقيادة انحرافهم. ولكنهم يفسقون عن أمر الله.
فهنا لك تثبت عليهم الحجة فيدمرهم الله تدميرا.
وكذلك أهلك الله كثيرا من القرون ، من بعد طوفان نوح. والهلاك الشامل للمفسدين فيه. (وَكَفى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبادِهِ خَبِيراً بَصِيراً). فلا يزعمن أحد أن الله غافل عنه (١٤).
والسعي ينتج واقعا. ولكن حسب نية البشر. فمن أراد الدنيا أعطاه الله منها بقدر ما تقتضيه سنن الله وحكمته. الا ان جزاءه في الآخرة سيكون جهنم حيث يصلاها مذموما مدحورا.
أما من أراد الآخرة وسعى من أجلها بقدرها فان الله يشكر سعيه.