والله يمد للأول في دنياه وللثاني في أخراه. وما كان عطاؤه محظورا. هكذا يجعل حياة البشر وليدة إرادته وسعيه.
وكما ان رزق الناس في الدنيا متفاضل ـ بسبب تفاضل سعيهم ـ كذلك وأكثر منه جزاء الآخرة (١٨) ثم يحذرنا الرب من الشرك (ويبدو ان المراد منه هنا : الاسترسال مع التقاليد وتيارات المجتمع لأنه ينتمي الى اللوم والخذلان) (٢٢).
ويأمرنا بألا نعبد الا إياه (فلا نعبد الاباء ولا نخضع لضغوط المجتمع) الا ان علينا إيجاد العلاقات الايجابية مع الناس (في اطار التوحيد) وأهمها الإحسان الى الوالدين. وبالذات عند الكبر. والرحمة بهم والاستغفار لهم (٢٣).
وبعد الوالدين يلتزم المؤمن بحقوق الأقارب والمسكين وابن السبيل ويتقي التبذير لان التبذير يجعله في صف الشياطين (والطغاة) والكافرين بالله ، غير الشاكرين لا نعمه وفي حالة الاعراض عنهم (ماديا) لا بد ان تحسن إليهم (معنويا) بالقول الميسور (٢٦)
ويأمرنا الرب بالاقتصاد في الإنفاق فلا بخل يغل اليدين ولا سرف ينتهي الى الملامة والضيق أو ليس الله يبسط الرزق لعباده ويقدره فلما ذا البخل والسرف (بل علينا ان نتبع أصول الحكمة في الصرف كما ربنا سبحانه) ولماذا قتل الأولاد خشية إملاق ما دام الرب هو الرزاق (٢٩).
ومثلما نهى الله عن قتل الأولاد في اطار المسؤولية الاسرية (بما يشمل الإجهاض حسب الظاهر) ينهى عن الزنا باعتباره ذنبا كبيرا. وساء سبيلا.
وفي اطار المسؤوليات الاجتماعية يحرم قتل النفس الا بالحق. ويجعل لمن قتل لوليه حق القصاص. وينهى عن الإسراف في القتل ويبشره بأنه كان