منها إخراجا صادقا.
(وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً)
إذا التزم الإنسان بالواجبات الشرعية ، وجسد الشخصية القرآنية انئذ يصبح تحت ظلال رحمة الله في الأرض ، فيصبح سلطانا من قبل الله ، بالطبع ليس سلطانا ماديا ، بل سلطانا ربانيا رحمانيا ، ويبعث الله من ينصره من المؤمنين والملائكة.
إذا أردت ان تكون قائدا أصلح نفسك وكن مع الله ، لأنه من كان مع الله كان الله معه.
جاء في وصية الامام الحسن (ع) لجنادة :
«يا جنادة من أراد عزا بلا عشيرة ، وهيبة بلا سلطان فليخرج من ذل معصية الله الى عز طاعته»
ولو عمل المسلمون بهذه الآية الكريمة لاغنتهم عما في ايدي أعدائهم ، وهيأت لهم استقلالا اقتصاديا ، وثقافيا ، وسياسيا ، كيف؟
لقد أودع الله في الإنسان معادن لا تنفد ولا تحد ، وسخر له الطبيعة بما أعطاه من علم وارادة وقوة. ومن أعظم المواهب التي أتاها الرب للخلق الطموح ، فكل واحد يتطلع الى العظمة ، ويحب الكمال وهذا التطلع هو جناح المرء في تحليقه في فضاء التقدم. الا ان الشيطان يغويه ، ويوجه طموحه في الاتجاه الخاطئ ، انه يلوي مقود سيارته عن الشارع المعبد الذي يمهده الجهد الصادق باتجاه الصخور الوعرة ، ويهمس في اذنه هذا هو طريق المجد ، الكذب ، الغش ، السرقة ، وانتهاب ثروات الآخرين ، واستغلالهم ، أو استجداء العون منهم ، وهكذا يخدعه مرتين حين يسلب عنه عزيمته ، وحين يخيل اليه ان الآخرين ينفعونه.