اما الجزء الثاني للسعادة فهو : السكينة والاطمئنان ببلوغ الإنسان غاياته. وهكذا كان القرآن شفاء ورحمة.
(وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَساراً)
ان في القرآن منهاجك الذي يصل بك الى اهدافك ، ولكن لا يستفيد من هذا المنهج الا المؤمنون الذين يطبقون القرآن بوعي واستقامة وإخلاص ، اما الظالمون الذين يغيرون معاني آيات القرآن حسب مصالحهم فان القرآن سيكون لهم شقاء في الدنيا ، وخسارة في الآخرة ، فهو لا يدع مناسبة الا ذمّ فيها هؤلاء الظالمين بائعي الحق ، وعبدة الشيطان والهوى ، ونتساءل : لماذا خصت الآية الظالمين بالذكر والجواب :
أولا : ان الظلم ظلام القلب ، وحجاب وظلمات يوم القيامة.
ثانيا : لان الظالم يفسق عن حدود الله ، ويعبد شهواته فانه يفسر آيات القرآن حسب اهوائه ، وبدل ان تدله آيات الذكر على صراط الجنة تهدية الى سواء الجحيم ، لأنه هو الذي حرفها ، وغير معانيها ويكون مثله كمثل الذي يغير علامات الطريق ، فتضله عن الجادة ، ولو لم يتبع هواه إذا لاهتدى الى الجادة.
[٨٣] كيف لا ينتفع الظالمون من القرآن الا خسارا؟
يبدو ان السياق يجيب عن ذلك في الآيتين التاليتين ، حيث ان الآية الاولى تبين طبيعة الإنسان والتي لا تقضي استقبال النعم ، والانتفاع بها اما الآية الثانية فتوضح اثر العادة في سلوك البشر وحيث ان ما تعود عليه الظالمون وهم سائر الناس غير المؤمنين من الذين انزل عليهم القرآن فلم يستجيبوا له أقول : ان سائر الناس قد جبلوا على الاعراض عند النعم ، كما انهم يعملون على الشاكلة التي ساروا عليها سابقا ،