أو ليس العلم نعمة ، ولكن من الذي ينتفع به ، هل الذي يستهين به أو يتعالى عليه أم الذي يقدره ويكرم مقامه.
وحتى الثمرة الناضجة لا ينتفع بها الا من يقطفها وينظفها ثم يطعمها ، اما من يتولى عنها فهل يستفيد منها؟!
(وَإِذا مَسَّهُ الشَّرُّ كانَ يَؤُساً)
لان الإنسان يرى النعم من ذاته فانه يرى استمرارها ، فيتكّل عليها ، فاذا زالت تصيبه الصدمة وينهار لأنه قد سقط متكأه ومعتمده ، وهكذا يستبد به اليأس.
أما المؤمن فيشافيه الله بالقرآن الذي يكمل هذا النقص من طبيعة الإنسان ، ويجعله يعتمد على الله ، ويلهمه الصبر والأمل.
الشخصية ونهج العمل :
[٨٤] ويختلف الناس في مدى انتفاعهم بالوحي ، وينبع الاختلاف من شخصياتهم الداخلية ، التي تكون بالصفات والعادات المتباينة.
وبالرغم من ان الله قد وهب للإنسان من القدرة والمعرفة ما يمكنه من صياغة شخصيته حسب ما يشاء ، الا انه لو لم يفعل ذلك فسوف يقاد بلجام شخصيته ، وستكون اعماله في تجاه شخصيته ، حتى مواقفه من المعارف الالهية سوف تتأثر بنوع شخصيته ، وصفاته ، وعاداته ، وملكاته.
(قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ)
الشاكلة مشتقة من كلمة (الشكل) وهو الجام الدابة ، والشكل لجام الدابة ،