ويبدو ان المعنى المناسب لهذه الكلمة بالنظر الى أصل معناها اللغوي وسياق ذكرها هنا هو الطريقة والمذهب ، أو الطبيعة أو الخلقة ، فيكون معنى الآية كل شخص يعمل حسب طريقته وطبيعته ، وبالتالي فان مظهر عمله ينبئ عن مخبر ضميره ونيته ، وهكذا تكون اعمال الناس تعبيرا عن طرائقهم ، ومذاهبهم ، وطبائعهم ، وعاداتهم ، وعلينا ان نكتشف من خلالها نيّاتهم ، ونصبغ أعمالهم بها.
من هنا جاء في الحديث المأثور عن الامام الصادق (ع) :
«النية أفضل من العمل. الا وان النية هي العمل».
ثم تلا «(قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ)».
وقد تكون الأعمال متشابهة الا ان اختلاف النيات ، وشخصيات العاملين ، واهداف العمل يجعلها متناقضة ، فالصلاة والصيام والحج قد يقوم بها المخلص فتكون معراجا وجنة وجهادا أكبر ، وقد يقوم بها المرائي فتكون وبالا على صاحبها.
والله سبحانه وتعالى هو الحكم الذي يقضي بسلامة النية أو الغلّ فيها.
(فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدى سَبِيلاً)
وإذا كنت تحب عملا ، أو تهوى طريقة أو تعودت على سلوك ومذهب فلا يعني ان كل ذلك حق ، بل مقياس الحق والباطل هو الله الذي اوحى بالكتاب ليكون فرقانا ، ويهدينا الى سبل السلام ، فلا تزك نفسك ، ولا تجعلها مقياس الحق والباطل.
(قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي) :
[٨٥] من انزل القرآن من عند الله على قلب الرسول؟ ومن يسدد الأنبياء ويؤيدهم بإذن الله؟